قَوْله: «وسُنَّ
استعدادٌ للموت وإكثارٌ مِن ذِكْرِهِ» يَجِب الاستعداد بِالأَعْمَالِ
الصَّالِحَة للموت وَعَدَم الغَفْلَة عَنْهُ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «أَكْثِرُوا
ذِكْرَ هَادِمِ اللَّذَّاتِ - يَعْنِي الْمَوْتَ - فَإِنَّهُ مَا كَانَ فِي
كَثِيرٍ إِلاَّ قَلَّلَهُ، وَلاَ قَلِيلٍ إِلاَّ جَزَّأَهُ» ([1])، فَأَكْثِرْ مِن ذِكْرِ
الموت وتَوَقَّع الموتَ فِي كل لحظة؛ وَلِهَذَا قَالَ صلى الله عليه وسلم لاِبْن
عُمَرَ رضي الله عنهما: «كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ
سَبِيلٍ»، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ: «إِذَا أَمْسَيْتَ
فَلاَ تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الْمَسَاءَ،
وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ» ([2])، وَقَالَ عز وجل: ﴿قُلۡ إِنَّ ٱلۡمَوۡتَ
ٱلَّذِي تَفِرُّونَ مِنۡهُ فَإِنَّهُۥ مُلَٰقِيكُمۡۖ﴾ [الجمعة: 8] العَادَة أن
الَّذِي تفر مِنْهُ يَكُون وراءك، لَكِن الموت تفر مِنْهُ وَهُوَ أمامك، ﴿فَإِنَّهُۥ مُلَٰقِيكُمۡۖ﴾ فَلاَ مَخْرَجَ لك
إلا بالاستعداد وَالتَّوْبَة والتهيؤ للموت فِي كل لحظة وفي كل حِين، تَخرُج من -
مَظالِم العباد - بأن تستبيح مِنْهُمْ، أو تؤدي إِلَيْهِمْ حقوقهم، لَيْسَ المهم
أنك تَعْلَم أنك ستموت، كلٌّ يدري أنه سَيَمُوت حَتَّى البَهَائِم؛ وَلِذَلِكَ
تَنفِرُ مِن الخَطَر، وَلَكِن الشَّأْن بالاستعداد لَهُ.
قَوْله: «وعيادة مُسْلِم غير مبتدِعٍ، وتذكيره التَّوْبَة وَالوَصِيَّة»، أي تُسَن عيادة المريض، فمن حَقِّ المريض عَلَى إِخْوَانه عيادته، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ» ([3])، هَذَا من حُقُوق المسلم عَلَى أَخِيهِ المسلم.
([1])أخرجه: الطبراني في الأوسط رقم (5780)، والبيهقي في الشعب رقم (10074).
الصفحة 3 / 311
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد