بلاد نجدٍ ودَرَسَ
فِي الإحساء وساءت عَقِيدَته بَعْض الشَّيْء، لَكِنَّهُ تَفَقَّهَ فَشَرَحَ هَذَا
الكتابَ فِي كِتَاب سَمَّاهُ: «الفَوَائِد المُنْتَخَبَات فِي شَرْحِ أَخْصَرِ
المُخْتَصَرَاتِ»، وَهُوَ شَرْحٌ لا بَأسَ به، لَكِن «كَشْف المُخَدَّرَات»
أَدَقُّ وَأحْسَنُ، وشَرْحُ ابْن جَامعٍ طُبِعَ فِي رسائل علمية، شارك فِيهَا
الشَّيْخ عبد السَّلاَم البرجس رحمه الله بأن أَخَذَ قِسْمًا مِنْهُ مَعَ زَمِيلٍ
لَهُ آخَرَ كَمَّلَ هَذَا الشَّرْح فَخَرَجَ مُحَقَّقًا مطبوعًا، وَهَذَا من تيسير
الله سبحانه وتعالى لِطُلاَّبِ العِلْم.
وَقَد اخْتَرْتُ
هَذَا المختَصَرَ، لقراءته عَلَى الطلاب الَّذِينَ يَحضرون عِنْدِي، فِي مَسْجِد
الأَمِير متعب بْن عبد العَزِيز آل سعود، فِي الرياض، وتناوَلتُه بالشرح حسب
الطاقة والمَقدِرة، وإن كَانَ شَرحِي لا يَفِي بِالمَقْصُودِ، وَلَكِن: شَيْء خيرٌ
من لا شَيْء. وَمَا لا يُدْرَك كله لا يُترَك كله، وَكَانَ الحاضرون يُسجِّلون
ذَلِكَ فِي أشرطة. وبعد الفراغ من قراءة المتن المذكور، والتعليق عَلَيْهِ بما
أَسْتَطِيع من الشَّرْح، رأى أَحَد الحَاضِرين معنا تفريغه من الأشرطة، وأبدى لي
رَغبَتَه فِي ذَلِكَ وأَلَحَّ، فأجبتُه عَلَى مضضٍ، لعلمي أن هَذَا التَّعْلِيق لا
يَصِل إِلَى مصافِّ الشروح الجَيِّدَة، ونزولاً عِنْدَ رَغبَتِه، أعطيتُه الإِذْنَ
فِي تَحْقِيق ما طَلَبَ.
وها هُوَ هَذَا
العَمَل المُسمَّى بالشرح، بَين يديك أيها القارئ الكَرِيم، فَلاَ تُقارِنْه
بالشروح الجَيِّدَة، فإنه لن يَصِلَ لمستواها، كما قِيلَ:
وَابْن اللبون إِذا
ما لز فِي قرن
لم يستطع صولة البزل
القناعيس
وصَلَّى الله
وسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
كَتَبَهُ
صالح بْن فوزان بْن
عَبْد اللهِ الفوزان فِي 24/ 2/ 1432هـ
*****
الصفحة 4 / 311
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد