المقدمـة
****
الحمد
لله ربِّ العالمين شرع الأحكام، وبيَّن الحلال والحرام في كتابه الكريم، وعلى لسان
رسوله محمَّد عليه أفضل الصَّلاة وأزكى التَّسليم وبعد:
فقد
كنت ألقيت أصل هذا الشرح دروسًا في مسجد الأمير/ متعب بن عبد العزيز آل سعود في
الرياض، وسجلت هذه الدروس في حينها على أشرطة صوتية، فاستخرج ذلك الشرح من الأشرطة
فضيلة الشيخ/ عبدالسلام بن عبد الله السليمان جزاه الله خيرًا وبارك فيه.
وهذا
الشرح يشتمل على شرح مختصر للأحاديث الواردة في كتاب المنتقى لمجد الدين بن تيمية
ببيان فقهها حسب الإمكان، وكان الشيخ الإمام/ محمد بن علي الشوكاني رحمه الله قد
شرحه شرحًا مطولاً حافلاً ببيان درجة الأحاديث بالتفصيل مع بيان شيء من فقهها، مع
ذكر الخلاف بين العلماء مع الترجيح، فهو شرح حافل مفيد.
وهذا
الشرح المختصر يقتصر على الجانب الثاني: وهو بيان فقه الأحاديث مع العلم أن المؤلف
المجد رحمه الله يبين ذلك مع العناية بالجمع بين الأحاديث إن حصل بينها إشكال،
وكذلك يبين شيئا من فقهها فرحمه الله رحمة واسعة، وجزاه خير الجزاء على ما قدم من
جهد علمي نافع.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه
صالح بن فوزان بن عبد
الله الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء
***
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد