بَابُ ارْتِيَادِ الْمَكَانِ الرَّخْوِ وَمَا يُكْرَهُ
التَّخَلِّي فِيهِ
****
من آداب قضاء الحاجة: أن الإنسان إذا
أراد أن يتبول فإنه يختار مكانًا رخوًا من الأرض بحيث لا يتطاير عليه شيء من
البول، وليتجنب الأرض الصلبة، وهذا من باب التحرز من البول فقد جاء أن من الذين
يعذبون في قبورهم رجلاً لا يستنزه من البول أو لا يستتر من البول وهذا فيه خطورة.
وكذلك يتجنب التبول بالجحور والصدوع التي في الأرض؛ لأنها لا تخلوا من الحشرات أو
الهوام التي تؤذيه، وأيضًا ورد أنها مساكن الجن فيتجنب البول في الصدع أو في
الجحر، فهذه الأماكن يجب على المسلم أن يتجنبها، وكذلك تجنب قضاء الحاجة من بول أو
غائط في قارعة الطريق، وكذلك تحت الظل الذي يستفاد منه، وكذلك موارد المياه، وحافة
النهر، أو حافة البئر المستعمل، فيتجنب هذه الأماكن؛ لأن هذه الأشياء من مرافق
الناس، وفي هذا كله احترام مرافق الناس التي ينتفعون بها وهذا من آداب الإسلام،
ومع الأسف فإن كثيرًا من المسلمين لا يلتفتون إلى هذه الأمور فيوسخون الأماكن التي
ينتفع بها الناس من الظل خصوصًا الظل الذي يكون في البر أو على الطريق ويؤذون
الناس بذلك، أو يقضون حاجتهم فيه من بول، أو غائط، أو يلقون فيه الزبالات، ويذبحون
فيه الذبائح، ويتركون فيه الدماء والمخلفات وغير ذلك، ولا يبالون بذلك مع أن هذا
فيه إثم عظيم كما سيأتي فيجب التنبه لهذا.
الصفحة 1 / 580
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد