قال الشيخُ الإمامُ العالمُ العلاَّمةُ الأوحدُ الحَبرُ الكاملُ شيخُ
الإسلامِ مجدُ الدِّينِ أبو البركات عبد السَّلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن
محمَّد بن تيمية الحرَّانيُّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ وَنَوَّرَ ضَرِيحَهُ.
****
الحمد
لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وأصحابه
أجمعين وبعد:
فهذا
الكتاب، كتاب المنتقى من أحاديث الأحكام، وهو من تأليف الإمام أبي البركات مجد
الدَّين عبد السَّلام بن عبد الله بن الخضر بن تيمية الحرَّانيّ نسبة إلى حرَّان
في أرض الشام، وهو جد شيخ الإسلام أحمد بن تيمية، وهو إمام المذهب الحنبلي،
كالموفق ابن قدامة، فإذا قيل: الشيخان عند المتقدمين، فالمراد بهما هو، والموفق
ابن قدامة، فهو من أئمة الفقه على المذهب الحنبلي، ومن أئمة الحديث.
ولمّا
كان من عادة العلماء أنَّهم يجمعون الأحاديث الَّتي تستنبط منها الأحكام الفقهية
ألَّف المجد هذا المنتقى لأدلة المذهب الحنبلي مثل ما ألَّف الحافظ ابن حجر بلوغ
المرام من أدلة الأحكام في المذهب الشافعي ومثل ما ألف الحافظ عبد الغني المقدسي
عمدة الأحكام من أدلة الأحكام وغير ذلك من المؤلفات في هذا النوع من التأليف.
وهذا
المنتقى مهم مفيد؛ لأنه يبيِّن الأدلَّة الَّتي ترجع إليها الأحكام الفقهية فيربط
الأحكام الفقهية بأدلتها من سنَّة الرَّسُول صلى الله عليه وسلم وهذا فن من
التأليف في الحديث، فأدى بذلك واجبًا، وسدَّ بذلك حاجة لأهل العلم، وجمع في هذا
الكتاب أدلة كثيرة مبوبة على أبواب الفقه،
الصفحة 1 / 580
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد