×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الأول

بَابُ سُنَنِ الْفِطْرَةِ

****

هذا هو القسم الثاني من الترجمة السابقة: أبواب السواك وسنن الفطرة، والفطرة هي: دين الإسلام: ﴿فَأَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفٗاۚ فِطۡرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيۡهَاۚ لَا تَبۡدِيلَ لِخَلۡقِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ [الروم: 30] فالفطرة هي دين الإسلام التي فطر الله الناس عليها، قال صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَة - أي: على الدين - فأبواه يُهَوِّدَاِنِه أو يُمَجِّسانِهِ أو يُنَصِّرانِهِ» ([1])، فالتربية السيئة هي التي تُحَرِّفُ، وتُفْسِدُ الفطرة، أما التربية الحسنة فإنها تبقي وتنمي الفطرة التي فطر الله الناس عليها، فالفطرة تُغَيِّرها شياطين الإنس والجن كما جاء في الحديث: «خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمْ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ» ([2]) قرناء السوء، والتربية السيئة، هذه الأمور هي التي تغير الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وخصال الفطرة، أو سنن الفطرة هي: الأمور المستحبة التي جاءت بها الفطرة والدين، وقيل الفطرة: الخِلْقَة أي: خِلْقة الإنسان، فالله عز وجل خلق هذا الإنسان في أحسن تقويم، في أحسن صورة: ﴿فِيٓ أَيِّ صُورَةٖ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ [الانفطار: 8]، فهذا الإنسان خلقه الله سويًا، جميل الصورة، وينبغي أن يحافظ على هذا الجمال وهذه الخلقة الطيبة بإزالة ما يُؤَثِّر عليها مما يأتي بيانه.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري (1385)، ومسلم (2658).

([2])أخرجه: مسلم (2865).