بَابُ كَرَاهِيَةِ النَّوْمِ قَبْلَهَا
وَالسَّمَرِ
بَعْدَهَا إلا فِي مَصْلَحَةٍ
****
هذا يتعلق بصلاة العشاء، وقد تقدَّم أن وقتها
يبدأ بمغيب الشفق الأحمر عند جمهور أهل العلم، وأنها تُـؤخَّر مع الإمكان إلى ثلث
الليل أو نصف الليل، وهذا أفضل إذا تيسر، وإذا ترتب على ذلك مشقة على الناس فإنها
تعجل في أول وقتها؛ طلبًا لراحة الناس.
ثم
بوب المصنف رحمه الله: لبيان حكم النوم قبلها والسمر
بعدها والسمر أي: السهر بعد صلاة العشاء إلا لمصلحة تحتاج إلى السمر، وكان صلى
الله عليه وسلم يكره النوم قبلها، ويكره الحديث بعدها، فإذا كان يترتب على الحديث
بعدها مصالح فلا بأس، وإن لم يكن هناك مصالح فإن النوم أفضل بعد العشاء؛ ليأخذ
الإنسان راحته من الليل من أجل أن يستيقظ ليصلي التهجد في آخر الليل، وكذلك ليحافظ
على صلاة الفجر في وقتها، وهو خلاف ما عليه الكثير من الناس اليوم، فإنهم اتخذوا
الليل نهارًا، والنهار ليلاً، فيسهرون الليل وينامون في النهار، وهذا مخالف للفطرة
أي: ﴿فِطۡرَتَ ٱللَّهِ
ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيۡهَاۚ﴾
[الروم: 30]؛ لأن الله جعل الليل سُباتا أي: للنوم والراحة، وجعل النهار معاشًا
أي: طلبًا للمعاش، وطلبًا للرزق، وكثير من الناس الآن عكسوا فجعلوا الليل سهرًا،
وجعلوا النهار نومًا، وترتب علي ذلك الكسل عن العبادة، أو تضييعها، وتعطيل المصالح،
إلى غير ذلك من الأضرار.
الصفحة 1 / 580
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد