×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الأول

بَابٌ فِي أَنَّ تَسْمِيَتَهَا بِالْمَغْرِبِ

أَوْلَى مِنْ تَسْمِيَتِهَا بِالْعِشَاءِ

****

عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الْمُغَفَّلِ أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يَغْلِبَنَّكُمْ الأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلاتِكُمْ الْمَغْرِبِ» قَالَ: «وَالأَعْرَابُ تَقُولُ: هِيَ الْعِشَاءُ» ([1]) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

****

المغرب هي العشاء الأولى، والتي بعدها هي العشاء الآخرة، ولذلك يقال بين العشاءين، والعشاء المراد به: الظلام، فالمغرب يقال لها العشاء، لكن الأفضل أن تُسمي المغرب بدل العشاء.

«الأَعْرَابُ» جمع أعرابي، وهو البدوي الذي يسكن البادية، وكان الأعراب يُسمون المغرب بالعشاء، وهذا من جهة اللغة العربية، ولكن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم نهى عن تسميتها بالعشاء، وسَنَّ أن تُسمى المغرب بدل العشاء؛ مخالفةً للأعراب؛ لأنه لا يجوز التشبه بالأعراب، ولا التشبه بالأعاجم، ولا التشبه بالكفار، ولا التشبه بالجاهلية، فهذه من أنواع التشبه المَنْهِي عنها، والتَّشَبُّه بالأعراب من أنواع التشبه المَنْهِي عنها، ومن ذلك تسمية المغرب باسم العشاء، والنَّبِي صلى الله عليه وسلم يريد أن تُسمى بالمغرب بدل العشاء مخالفة للأعراب في التسمية.

تأخير صلاة العشاء أفضل إلا إذا كان تأخيرها يشق على الجماعة فإنها تُقدَّم؛ دفعًا للمشقة.

***


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (34/172)، والبخاري (563).