بَابُ تَرْكِ اسْتِصْحَابِ مَا فِيهِ ذِكْرُ الله
****
عَنْ أَنَس قَالَ:
كَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم إذَا دَخَلَ الْخَلاَءَ نَزَعَ خَاتَمَهُ ([1]). رَوَاهُ
الْخَمْسَةُ إلاَّ أَحْمَدَ وَصَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ.
وَقَدْ صَحَّ:
أَنَّ نَقْشَ خَاتَمِهِ كَانَ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله ([2]).
****
من
آداب دخول الخلاء: أنه لا يدخله بشيء فيه ذكر الله تعظيمًا لذكر
الله سبحانه وتعالى، وإذا كان معه شيء فيه ذكر الله فإنه يضعه قبل الدخول في مكان
فإذا خرج أخذه، تعظيمًا لذكر الله فلا يدخل الخلاء ومعه شيء مكتوب فيه ذكر الله أو
معه مصحف، أو غير ذلك مما فيه ذكر الله سبحانه وتعالى؛ فإن خاف على ما معه من أن
تؤخذ فلا مانع أن يدخل بها؛ حفظا لها.
النَّبِي
صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتمًا من الفضة يختم به الرسائل التي يرسلها إلى
الرؤساء، وإلى الملوك، أو إلى عُمَّاله حتى يُعلم أنها من رسول الله صلى الله عليه
وسلم، ولا تكون مزيفة أو مكذوبة هذا هو الغرض من اتخاذ الرَّسُول الخاتم، وكان هذا
الخاتم مكتوبًا فيه محمد رسول الله ثلاثة أسطر، السطر الأعلى الله، السطر الثاني
رسول، السطر الثالث محمد، ولكون فيه لفظ الجلالة كان يضعه عند الدخول إجلالاً لذكر
الله جل وعلا، فيؤخذ من هذا أنه لا يدخل الخلاء بشيء فيه ذكر الله وفيه جواز اتخاذ
الخاتم للرجل من غير الذهب.
***
([1]) أخرجه: أبو داود (19)، والترمذي (1746)، والنسائي (5213)، وابن ماجه (303).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد