بَابُ النَّهْيِ عَنْ التَّضْبِيبِ بِهِمَا إلاَّ
بِيَسِيرِ الْفِضَّةِ
****
وَعَنْ أَنَسٍ:
أَنَّ قَدَحَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم انْكَسَرَ فَاِتَّخَذَ مَكَانَ
الشَّعْبِ سِلْسِلَةً مِنْ فِضَّةٍ ([1]). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ
.
وَلأحْمَدَ عَنْ
عَاصِمٍ الأحْوَلِ: قَالَ: رَأَيْتُ عِنْدَ أَنَسٍ قَدَحَ النَّبِي صلى الله عليه
وسلم فِيهِ ضَبَّةُ فِضَّةٍ ([2]).
****
«أَنَّ
قَدَحَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم انْكَسَرَ فَاِتَّخَذَ مَكَانَ الشَّعْبِ
سِلْسِلَةً مِنْ فِضَّةٍ» الشَّعْبُ: هو خياطة الإناء المنكسر بسلسلة تجمعه
وتلمه، فإذا كان هذا الخيط من الذهب فإنه لا يجوز بتاتًا وإذا كان هذا الخيط الذي
يُشَّعْبُ به الإناء من الفضة للحاجة فلا بأس، لا للزينة وإنما هو للحاجة والدليل
أن قدح النَّبِي صلى الله عليه وسلم انكسر فاتخذ صلى الله عليه وسلم مكان الشعب
سلسلة من الفضة أي خيطا من الفضة للحاجة وليس للزينة والقصد منه إصلاح الإناء وليس
تزيين الإناء.
«وَلأحْمَدَ عَنْ عَاصِمٍ الأحْوَلِ: قَالَ: رَأَيْتُ عِنْدَ أَنَسٍ قَدَحَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِيهِ ضَبَّةُ فِضَّةٍ» هذا يدل على ما سبق: أن إصلاح المنكسر من الأواني بضبَّة من الفضة لخياطة الكسر أنه لا بأس به من أجل الحاجة لئلا يهدر الإناء ويضيع، ولم يتخذ هذا للزينة وقد بقي هذا الإناء بعد وفاة النَّبِي صلى الله عليه وسلم عند خادمه أنس بن مالك رضي الله عنه.
([1]) أخرجه: البخاري (3109).
الصفحة 1 / 580
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد