×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الأول

بَابُ مَا يَقُولُ إذَا فَرَغَ مِنْ وُضُوئِهِ

****

عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُسْبِغُ الْوُضُوءَ، ثُمَّ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لا إلَهَ إلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ إلا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ، يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ» ([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُد. وَلأَحْمَدَ وَأَبِي دَاوُد فِي رواية: «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ رَفَعَ نَظَرَهُ إلَى السَّمَاءِ فَقَالَ:...». وَسَاقَ الْحَدِيثَ.

****

 «مَا يَقُولُ إذَا فَرَغَ مِنْ وُضُوئِهِ» أي: ما يقوله المتوضئ من الذكر إذا فرغ من وضوئه، لم يثبت في الوضوء أذكار تقال إلا «بسم الله» في أوله، والشهادتان بعد الفراغ منه، وما يُروى من الأذكار في أثناء الوضوء كلها لا أصل لها.

هذا الحديث عن عمر رضي الله عنه لبيان ما يقال بعد الفراغ من الوضوء، وهو أن المسلم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمد رسول الله، ويدعوا بعد الشهادتين بما ورد، وهذا ثابت عنه صلى الله عليه وسلم. والمناسبة لذكر الشهادتين بعد الوضوء: هي أن الوضوء طهارة من الحدث الحسي وذلك بالماء، والشهادتان طهارة من الشرك وهو النجاسة المعنوية، فالمسلم يجمع بين طهارتين: طهارة من الحدث وطهارة من الشرك.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (1/274)، ومسلم (234)، وأبو داود (169).