بَابُ
الإبْعَادِ وَالاِسْتِتَارِ لِلتَّخَلِّي فِي الْفَضَاءِ
****
عَنْ جَابِرٍ
قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَكَانَ لاَ
يَأْتِي الْبَرَازَ حَتَّى يَغِيبَ فَلاَ يُرَى ([1]). رَوَاهُ ابْنُ
مَاجَهْ.
وَلأبِي دَاوُد:
كَانَ إذَا أَرَادَ الْبَرَازَ انْطَلَقَ حَتَّى لاَ يَرَاهُ أَحَدٌ ([2]).
****
كذلك
من آداب قضاء الحاجة: إن كان في فضاء ليس فيه ساتر؛
فإنه يبعد عن الناس حتى يتوارى عن الأنظار أما إذا كان هناك ما يستره من جدار أو
شجرة أو مرتفع فإنه يستتر بهذا الساتر حال قضاء حاجته.
والبراز في الأصل: هو الفضاء فقوله: «لاَ يَأْتِي الْبَرَازَ» أي: لا يذهب للقضاء؛ وكُني به عن الخارج فيُقال للخارج: براز تسمية له باسم المحل، وهذا من باب الكنايات عن الأشياء المكروهة فإنها لا تذكر بلفظها، وكان صلى الله عليه وسلم في السفر إذا أراد قضاء الحاجة فإنه يبعد في البراز؛ أي: في الفضاء حتى لا يراه أحد؛ فهذا فيه: أنه لا يجوز للإنسان أن يقضي حاجته بِمَرْأَى من الناس.
([1]) أخرجه: ابن ماجه (335).
الصفحة 1 / 580
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد