بَابُ حُجَّةِ مَنْ كَفَّرَ تَارِكَ الصَّلاة
****
عَنْ جَابِرٍ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ
الْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاة» ([1]). رَوَاهُ
الْجَمَاعَةُ إلا الْبُخَارِيَّ وَالنَّسَائِيُّ .
وَعَنْ بُرَيْدَةَ
قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الْعَهْدُ الَّذِي
بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلاة، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ» ([2]). رَوَاهُ
الْخَمْسَةُ .
****
اختلف
العلماء في تارك الصَّلاة هل يكفر الكفر الأكبر أو الأصغر على قولين:
القول
الأول: أنه يكفر الكفر الأكبر المُخرِج من المِلّة، وهذا له
أدلة.
والقول
الثاني: أنه يكفر الكفر الأصغر الذي لا يُخرج من المِلَّة،
لكنه يُقتل إذا أصر على ترك الصَّلاة.
وحُجَّة
من قال أنه يكفر الكفر الأكبر هذا الحديث وأمثاله.
«بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ
تَرْكُ الصَّلاة» فهذا دليلٌ: على أن تارك الصَّلاة يَكفر
الكفر الأكبر؛ لأن الكفر جاء مُعرَّفًا، والكفر إذا عُرِّف بالألف واللام فإنه
يُراد به الكفر المُخرِج من الملَّة وهو الكفر الأكبر، فدل: على أن تارك الصَّلاة
يكفر الكفر الأكبر المُخرِج من الملَّة.
أي: الفارق بيننا وبين الكفار ترك الصَّلاة، فمن لازَم الصَّلاة وأقامها فهو مُسلم، ومن تَرَكها فهو كافر الكفر الأكبر المُخرِج من الملة.
([1]) أخرجه: أحمد (23/228)، ومسلم (82)، وأبو داود (4678)، والترمذي (2619)، وابن ماجه (1078).
الصفحة 1 / 580
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد