بَابُ أَمْرِ الصَّبِيِّ بِالصَّلاة تَمْرِينًا لا
وُجُوبًا
****
من المعلوم: أن الصَّبِيّ الذي لم يَبلغ
ليس عليه واجبات، لا صلاة ولا غيرها حتى يَبلغ، قال صلى الله عليه وسلم: «رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاَثَةٍ عَنْ
النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ وَعَنْ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ وَعَنْ
الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ» ([1])،
ولكن الصَّبِيّ يُؤمر بها، فيأمره وَلِيّه بالصَّلاة إذا بلغ سبع سنين؛ لأنه إذا
بلغ سبع سنين يكون عنده تمييز ومعرفة فيما يُقال له وما يُؤمر به، فيُؤمر
بالصَّلاة لا علَى أنها واجبة عليه، وإنما يُؤمر بها.
«تمرينًا له» أي: تعويدًا له على الصَّلاة حتى يَتَمَرَّن عليها ويعرف أهميتها، فينشأ على ذلك، فإذا بلغ فإذا هو قد تمرن على الصَّلاة، وتعلم طهارتها، وتعلم كيف يُؤدِّيها، فهذا فيه: تربية له على الصَّلاة، وهذا يدل على أهمية الصَّلاة، وأنها أول ما يُؤمر به الأطفال، فهي في حقِّه نافلة، وأما أَمْره بها من قِبَل الولي فهذا أمرٌ واجبٌ على الوَلِيّ فيجب على وَلِيّه أن يأمره بها؛ لأن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أمر الوَلِيّ بذلك فقال: «مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاة وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عليها وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ في الْمَضَاجِعِ» ([2])، وهذا فيه: الاهتمام بالتربية، وخاصة الاهتمام بتربية الأولاد على الصَّلاة، وعلى الأخلاق الطَّيبة، وأما إهمال الأولاد وتَرْكهم كما يفعل بعض الناس اليوم أو كثيرٌ من الناس فلا يهتمون بشأن أولادهم من الناحية الدينية والأخلاقية،
([1]) أخرجه: أحمد (41/224)، وأبو داود (4403).
الصفحة 1 / 580
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد