بَابُ فَضْلِ الْوُضُوءِ لِكُلِّ صَلاةٍ
****
عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال: «لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى
أُمَّتِي لأَمَرْتهمْ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ بِوُضُوءٍ، وَمَعَ كُلِّ وُضُوءٍ
بِسِوَاكٍ» ([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ .
وَعَنْ أَنَسٍ
قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ،
قِيلَ لَهُ: فَأَنْتُمْ كَيْفَ تَصْنَعُونَ؟ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي الصَّلَوَاتِ
بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ مَا لَمْ نُحْدِثْ ([2]). رَوَاهُ
الْجَمَاعَةُ إلا مُسْلِمًا .
****
الثاني مما يستحب له الوضوء: تجديد
الوضوء، بأن يكون الإنسان على طهارة، فإذا صلى بهذه الطهارة وأراد أن يصلي مرة
ثانية فإنه يستحب له أن يجدد الوضوء، ويستحب الوضوء لكل صلاة ليصلي على طهارة
جديدة.
«لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى
أُمَّتِي» فهو صلى الله عليه وسلم جاء بالتيسير ورفع الحرج «لأَمَرْتهمْ» أمْرَ إيجاب، ولكنه
أمَرَهم أمْر استحباب، وهذا دليل على أن تجديد الوضوء مستحب وليس بواجب، وفيه دليل
على شفقة النَّبِي صلى الله عليه وسلم، ورحمته بأمته، وفيه دليل على فضيلة
السِّوَاك مع الوضوء، فيستحب السِّوَاك قبل المضمضة.
كان النَّبِي صلى الله عليه وسلم في بداية الأمر قد وجب عليه أن يتوضأ لكل صلاة،
([1]) أخرجه: أحمد (12/484).
الصفحة 1 / 580
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد