بَابُ النَّهْيِ أَنْ يُسْتَنْجَى بِمَطْعُومٍ أَوْ
بِمَا لَهُ حُرْمَةٌ
****
عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ
أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَتَانِي دَاعِي الْجِنِّ فَذَهَبْتُ
مَعَهُ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِمْ الْقُرْآنَ قَالَ: فَانْطَلَقَ بِنَا فَأَرَانَا
آثَارَهُمْ وَآثَارَ نِيرَانِهِمْ، وَسَأَلُوهُ الزَّادَ، فَقَالَ: لَكُمْ كُلُّ
عَظْمٍ ذُكِرَ اسْمُ الله عَلَيْهِ يَقَعُ فِي أَيْدِيكُمْ أَوْفَرَ مَا يَكُونُ
لَحْمًا وَكُلُّ بَعْرَةٍ عَلَفٌ لِدَوَابِّكُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله
عليه وسلم: فَلا تَسْتَنْجُوا بِهِمَا فَإِنَّهُمَا طَعَامُ إخْوَانِكُمْ» ([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ.
****
مسلمو الجن طلبوا من الرَّسُول صلى الله عليه
وسلم أن يجلس معهم لتعليمهم دين الإسلام فأجابهم النَّبِي صلى الله عليه وسلم وذهب
إليهم وعلمهم وأجاب عما أشكل عليهم من هذا الدين وسألوا الرَّسُول صلى الله عليه
وسلم الطعام وسألوه أن يبين لهم الطعام الحلال «فَقَالَ: لَكُمْ كُلُّ عَظْمٍ» يجعل الله عليه أوفر ما يكون من
اللحم.
فالله عز وجل بقدرته يكسوه لحمًا أوفر ما يكون للمسلمين من الجن، وكذلك الروث الذي أكلته الدابة يرجع علفًا كأنه لم يؤكل لأجل دوابّ إخواننا من الجن، فهذا فيه دليلٌ على قدرة الله عز وجل التي لا يُعجزها شيء، ودليل على المَنْعِ من الاستجمار بالعظم وبالروث من أجْلِ هذه العلة؛ لأنه طعام إخواننا من الجن، كما دل الحديث أيضًا على عموم رسالته صلى الله عليه وسلم للثقلين للجن والإنس.
الصفحة 1 / 580
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد