بَابُ هَلْ يُسَنُّ تَكْرَارُ مَسْحِ الرَّأْسِ أَمْ لا
****
عَنْ أَبِي
حَبَّةَ قَالَ: رَأَيْت عَلِيًّا رضي الله عنه: تَوَضَّأَ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ
حَتَّى أَنْقَاهُمَا ثُمَّ مَضْمَضَ ثَلاثًا وَاسْتَنْشَقَ ثَلاثًا وَغَسَلَ
وَجْهَهُ ثَلاثًا وَذِرَاعَيْهِ ثَلاثًا وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ مَرَّةً، ثُمَّ
غَسَلَ قَدَمَيْهِ إلَى الْكَعْبَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: أَحْبَبْتُ أَنْ أُرِيَكُمْ
كَيْفَ كَانَ طُهُورُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم ([1]). رَوَاهُ
التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ.
وَعَنْ ابْنِ
عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم
يَتَوَضَّأُ فَذَكَر الْحَدِيثَ كُلَّهُ ثَلاثًا ثَلاثًا وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ
وَأُذُنَيْهِ مَسْحَةً وَاحِدَةً ([2]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد .
****
«وَمَسَحَ
بِرَأْسِهِ مَرَّةً» هذا محل الشاهد، أي: أنه لم يكرر.
انظروا
إلى اهتمام الصحابة رضي الله عنهم بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، كانوا يعتنون
بها، وينقلونها كما شاهدوها، ويبينونها للناس، فهم الواسطة بيننا وبين رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فلا يطعن في الصحابة إلا منافق - والعياذ بالله - من أهل
الدرك الأسفل من النار.
«مَسْحَةً وَاحِدَةً» على الصفة التي مرَّت. إما أن يبدأ بالمقدمة إلى المؤخرة، وإما أن يبدأ بالعكس من المؤخرة إلى المقدمة، وإما أن يبدأ من الوسط ويكمل من المؤخرة ومن المقدمة، المهم أن يأتي على رأسه كله ولا يترك منه شيئًا لا يمسحه.
([1]) أخرجه: الترمذي (48).
الصفحة 1 / 580
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد