بَابُ نَهْي الْمُتَخَلِّي عَنْ اسْتِقْبَالِ
الْقِبْلَةِ
وَاسْتِدْبَارِهَا
****
عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إذَا
جَلَسَ أَحَدُكُمْ لِحَاجَتِهِ فَلاَ يَسْتَقْبِلْ الْقِبْلَةَ وَلاَ
يَسْتَدْبِرْهَا» ([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ.
فِي رِوَايَة
الْخَمْسَة إلاَّ التِّرْمِذِيَّ قَالَ: «إنَّمَا أَنَا لَكُمْ بِمَنْزِلَةِ
الْوَالِدِ أُعَلِّمُكُمْ فَإِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ الْغَائِطَ فَلاَ يَسْتَقْبِلُ
الْقِبْلَةَ وَلاَ يَسْتَدْبِرْهَا،
****
من آداب التخلي وقضاء الحاجة:
أن المسلم لا يستقبل القبلة أي: الكعبة ولا يستدبرها حال قضاء الحاجة تعظيمًا لبيت
الله العتيق فيتجه لغير القبلة بأن ينحرف عن القبلة.
وهذا الحديث واضح: في أن من قعد لقضاء حاجته فلينحرف عن القبلة ولا يستقبلها ولا يستدبرها وهو يتغوط أو يبول كما قال صلى الله عليه وسلم: «إنَّمَا أَنَا لَكُمْ بِمَنْزِلَةِ الْوَالِدِ أُعَلِّمُكُمْ»، وهو كذلك صلى الله عليه وسلم فهو والد الأمة بمعنى أنه مربيهم ومعلمهم ومرشدهم صلى الله عليه وسلم، فهذا يدل على أن الوالد يربي ولده على الأخلاق الطيبة ويعلمه؛ لأن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم شبه نفسه بالوالد في تربية الولد، وهذا يدل على أن على الوالد أن يربي ولده ولا يتركه لهواه، أو يتركه للتقليد والجريان مع الناس؛
الصفحة 1 / 580
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد