بَابُ اسْتِحْبَابِ غَسْلِ الْيَدَيْنِ قَبْلَ
الْمَضْمَضَةِ
وَتَأْكِيدِهِ
لِنَوْمِ اللَّيْل ِ
****
عَنْ أَوْسِ بْنِ
أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ قَالَ: رَأَيْت رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ
فَاسْتَوْكَفَ ثَلاثًا أَيْ: غَسَلَ كَفَّيْهِ ([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ.
****
من أحكام الوضوء: غسل الكفين قبل البدء
في الوضوء؛ لأن النَّبِي صلى الله عليه وسلم كان يغسل كفيه قبل الوضوء، وأمر صلى
الله عليه وسلم بذلك، فَغَسْلُ الكفين في الوضوء مشروع بالإجماع، ولكن هل هو واجب
أو سنة؟ إن كان قائمًا من نوم الليل فبعض العلماء يرى أنه واجب لقوله صلى
الله عليه وسلم: «إِذَا اسْتَيْقَظَ
أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فَلاَ يَغْمِسْ يَدَهُ فِي الإنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا
ثَلاَثًا فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ» أما إن كان قائما من
نوم النهار فَغَسْلها قبل الوضوء سنه؛ لأنه صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ»
والبَيَاتُ إنما يكون في الليل فيتأكد غسلهما من نوم الليل إما وجوبًا وإما استحبابًا.
هذا من فعله صلى الله عليه وسلم: «تَوَضَّأَ فَاسْتَوْكَفَ ثَلاثًا» أي: غَسَلَ كفيه ثلاثًا، وهذا يدل: على الاستحباب؛ لأن الفعل من الرسول صلى الله عليه وسلم يدل على الاستحباب، أما الأمر فهو يدل على الوجوب.
الصفحة 1 / 580
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد