×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الأول

بَابُ كَرَاهَةِ نَتْفِ الشَّيْبِ

****

عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لا تَنْتِفُوا الشَّيْبَ فَإِنَّهُ نُورُ الْمُسْلِمِ، مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَشِيبُ شَيْبَةً فِي الإِسْلامِ إلا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا حَسُنَّة، وَرَفَعَهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً» ([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد.

****

 من الآداب الشرعية: ترك نَتْف الشَّيْب إذا ظهر في الإنسان؛ لأن بعض الناس يكره الشَّيْبَ، فإما أن يحلق لحيته حتى يظهر بمظهر الشاب الأمْرَد، وإما أن ينتف الشيب الذي فيها، وهذا مَنْهِيٌّ عنه؛ لأن الشيب في الإسلام فضيلة، وهو نور المسلم، وإذا شَابَ شيبته في الإسلام كَفَّرَ اللهُ بها عنه سيئةً، ورفع له بها درجةً، وحَطَّ عنه بها خطيئةً، فلا تترك هذه الفضيلة كراهيةً للشَّيْبِ، فالشَّيْب لا بُدَّ منه، حتى إنك لو حلقت لحيتك، أو نتفت الشيب فإن هذا لا يعفيك من الشيب، الشيب يظهر عليك، وعلى قُوَاكَ، وعلى جسمك، لكنك مع الشيب تُشَوِّهُ نفسك، ولو أبقيت الشيب لصار لك جمالاً ووقارًا، فإزالة الشيب لا تردُّك شابًا وإنما يُشَوِِّهك.

نَهَى صلى الله عليه وسلم عن نتف الشيب، ثم عَلَّلَ ذلك بقوله: «فَإِنَّهُ نُورُ الْمُسْلِمِ» فلا تُزِلْ نور المسلم عنك، وهذا لا يفعله إنسان عاقل؛


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (11/253)، وأبو داود (4202).