×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الأول

بَابُ الرَّدِّ عَلَى مَنْ جَعَلَ مَا يَغْتَرِفُ مِنْهُ الْمُتَوَضِّئُ

بَعْدَ غَسْلِ وَجْهِهِ مُسْتَعْمَلاً

****

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: تَوَضَّأْ لَنَا وُضُوءَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَعَا بِإِنَاءٍ فَأَكْفَأَ مِنْهُ عَلَى يَدَيْهِ فَغَسَلَهُمَا ثَلاَثًا، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فَاسْتَخْرَجَهَا فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ مِنْ كَفِّ وَاحِدَةٍ، فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلاَثًا، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فَاسْتَخْرَجَهَا فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثًا، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فَاسْتَخْرَجَهَا فَغَسَلَ يَدَيْهِ إِلَى المِرْفَقَيْنِ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فَاسْتَخْرَجَهَا فَمَسَحَ بِرَأْسِهِ فَأَقْبَلَ بِيَدَيْهِ وَأَدْبَرَ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ إِلَى الكَعْبَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا كَانَ وُضُوءُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ([1]). متفق عليه، ولفظه لأحمد ومسلم.

****

 بعض العلماء يقولون: إذا غرف منه صار مستعملاً، وهذا غير صحيح إنما المستعمل: هو المغترف فقط، وأما ما بقي من الماء، فإنه غير مستعمل وهذا واضح.

الصحابة رضي الله عنهم كانوا يسألون عن صفة وضوء الرَّسُول صلى الله عليه وسلم حتى يقتدوا به لأنهم لم يشاهدوه فيسألون من شاهدوه وهو يتوضأ كيف كان وضوؤه صلى الله عليه وسلم ؟ وهذا عبد الله بن زيد رضي الله عنه وصف لهم وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفعل أمامهم حيث يجيء بإناء فيه ماء فأفرغ منه على كفيه وغسلهما ثلاثًا في البداية سنة إلا لمن قام من نوم الليل فغسلهما واجب قبل الوضوء.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (26/373)، والبخاري (185)، ومسلم (235).