×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الأول

بَابُ وَقْتِ صَلاةِ الْفَجْرِ

وَمَا جَاءَ فِي التَّغْلِيسِ بِهَا وَالإِسْفَارِ

****

قَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُ وَقْتِهَا فِي غَيْرِ حَدِيث.

وَعَنْ عَائِشَةَ قالت: كُنَّ نِسَاءَ الْمُؤْمِنَاتِ يَشْهَدْنَ مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم صَلاةَ الْفَجْرِ، مُتَلَفِّعَاتٍ بِمُرُوطِهِنَّ ثُمَّ يَنْقَلِبْنَ إلَى بُيُوتِهِنَّ حِينَ يَقْضِينَ الصَّلاة لا يَعْرِفُهُنَّ أَحَدٌ مِنْ الْغَلَسِ. رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ، وَلِلْبُخَارِيِّ: وَلا يَعْرِفُ بَعْضُهُنَّ بَعْضًا ([1]).

****

  يدخل وقت صلاة الفجر بطلوع الفجر الثاني، وهو البياض المُعترض في الأُفُق الذي لا يأتي بعده ظُلمة، بخلاف الفجر الأول الذي صِفته أنه يأتي عمودًا مستطيلاً في الأُفق، وتأتي بعده ظُلمة، خلاف الفجر الثاني فإنه معترض لا تأتي بعده ظُلمة، ولذلك يُسمي الفجر الصادق، وهذا هو الذي تجب به صلاة الفجر، ويُمسك الصائم عن الأكل والشرب.

«التَّغْلِيسِ» التبكير وقت الغلس وهو الظُلمة.

«وَالإِسْفَارِ» تأخيرها إلى أن يسفر الجو، وقد وردت الصلاة عند هذا وهذا، ولكن التغليس هو الأفضل، وعليه جمهور أهل العلم.

قوله: «كُنَّ نِسَاءَ الْمُؤْمِنَاتِ» الأصل أن: يُقال: كانت نساء المؤمنات، ولكنها قالت: كُنَّ وهذا على - لغة أكلوني البراغيث -.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (40/ 114)، والبخاري (578، 873)، ومسلم (645)، وأبو داود (423)، والترمذي (153)، والنسائي (546)، وابن ماجه (669).