بَابُ الدَّلِيلِ عَلَى وُجُوبِ النِّيَّةِ لَهُ
****
عَنْ عُمَرَ بْنِ
الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْت رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«إنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ وَإِنَّمَا لامْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ
هِجْرَتُهُ إلَى الله وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلَى الله وَرَسُولِهِ، وَمَنْ
كَانَتْ هِجْرَتُهُ إلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا
فَهِجْرَتُهُ إلَى مَا هَاجَرَ إلَيْهِ» ([1]). رَوَاهُ
الْجَمَاعَةُ .
****
«إنَّمَا»
أداة حصر أي: لا تُعتبر الأعمال عند الله ولا تصح إلا بالنية، والمراد:
أعمال العبادة، أما الأعمال العادية والمعاملات فهذه لا يُشترط لها النية، ولو قال
شخص لشخص: أنا بِعْتُ لك كذا وكذا، وقال المشتري: اشتريت، انعقد البيع ولو لم
يقصد؛ لأن النية لا مكان لها هنا، والعبرة باللفظ، لماذا المصنف رحمه الله ذكر هذا
الحديث مع أنه ليس فيه ذكر للوضوء؟
نقول:
لأن الوضوء داخل في الأعمال، فهو عمل من الأعمال، وعبادة من العبادات فيدخل في هذا
الحديث، فهذا الحديث قاعدة جامعة.
«وَإِنَّمَا لامْرِئٍ مَا نَوَى» أي: من الأعمال فإذا عملت عملاً، أو عبادة فلك ما نويت، والنية تُميز العبادات عن العادات، فقوله: «وَإِنَّمَا لامْرِئٍ مَا نَوَى» موضح لقوله صلى الله عليه وسلم: «إنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ».
الصفحة 1 / 580
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد