×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الأول

بَابُ التَّرْتِيبِ فِي قَضَاءِ الْفَوَائِتِ

****

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله أَنَّ عُمَرَ جَاءَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ بَعْدَ مَا غَرَبَتْ الشَّمْسُ فَجَعَلَ يَسُبُّ كُفَّارَ قُرَيْشٍ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ الله مَا كِدْتُ أُصَلِّي الْعَصْرَ حَتَّى كَادَتْ الشَّمْسُ تَغْرُبُ، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: «وَاَللَّهَ مَا صَلَّيْتُهَا» فَتَوَضَّأَ وَتَوَضَّأْنَا فَصَلَّى الْعَصْرَ بَعْدَ مَا غَرَبَتْ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى بَعْدَهَا الْمَغْرِبَ ([1]). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .

****

 يوم الخندق يوم معروف، غزا فيه المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعهم جموع جمعوها يُريدون الكيد بالمسلمين، والنَّبِي صلى الله عليه وسلم لمَّا علم بقدومهم استشار الصحابة رضي الله عنهم، فأشار عليه سلمان الفارسي رضي الله عنه بأن يحفر خندقًا حول المدينة ليمنع العدو من الدخول، ويمنع الخيل من تجاوزه، فحفر النَّبِي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم خندقًا حول المدينة، فنفع الله به ومَنَع المشركين من الدخول، وكان ذلك من أسباب دحْر العدو ومن اتخاذ الأسباب الواقية، وذلك ببركة مشُورة سلمان رضي الله عنه؛ لأنه قال: كنا أي: في بلاد فارس نحفر خندقًا حول البلد إذا غزيت، فأخذ النَّبِي صلى الله عليه وسلم بمشُورته وحفروا الخندق، ولما جاء العدو ورأوا الخندق قالوا: هذه مكِيدة ما كانت تعرفها العرب، وهذا مما قضي الله لرسوله صلى الله عليه وسلم من أجل حمايته منهم فنفع الله بهذا الخندق ومنع المشركين من دخول الخندق، ولكن المسلمين بقوا يراقبون العدو من وراء الخندق لئلا يهجموا عليهم حتى انشغلوا عن صلاة العصر إلى أن غربت الشمس.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري (598)، ومسلم (631).