وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: حُبِسْنَا يَوْمَ الْخَنْدَقِ عَنْ الصَّلاة
حَتَّى كَانَ بَعْدَ الْمَغْرِبَ بِهَوِيِّ مِنْ اللَّيْلِ كُفِينَا، وَذَلِكَ
قَوْلُ الله عز وجل: ﴿وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ
ٱلۡقِتَالَۚ وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزٗا﴾ [الأحزاب: 25]
قَالَ: فَدَعَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بِلالاً فَأَقَامَ الظُّهْرَ
فَصَلاهَا فَأَحْسَنَ صَلاتهَا كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا فِي وَقْتِهَا، ثُمَّ
أَمَرَهُ فَأَقَامَ الْعَصْرَ فَصَلاهَا فَأَحْسَنَ صَلاتَهَا كَمَا كَانَ
يُصَلِّيهَا فِي وَقْتِهَا، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الْمَغْرِبَ فَصَلاهَا
كَذَلِكَ .
****
وفيهم
الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، وكان هذا قبل أن تنزل عليه صلاة الخوف؛ والنَّبِي
صلى الله عليه وسلم قضى صلاة العصر بأصحابه قبل المغرب في وقت المغرب، فهذا فيه
ترتيبٌ للفوائت مع بعضها إذا كان عليه عدة فوائت.
«حَتَّى
كَانَ بَعْدَ الْمَغْرِبَ بِهَوِيِّ مِنْ اللَّيْلِ» أي: مدة من الليل، حتى
كفينا وذلك قول الله: ﴿وَكَفَى
ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلۡقِتَالَۚ وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزٗا﴾ [الأحزاب: 25]، لما جاء المشركون بجموعهم انضم إليهم
اليهود ونقضوا العهد مع الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، وانضم إليهم المنافقون،
ووقع المسلمون في شِدّةٍ عظيمةٍ قال تعالى: ﴿إِذۡ جَآءُوكُم مِّن فَوۡقِكُمۡ وَمِنۡ أَسۡفَلَ
مِنكُمۡ وَإِذۡ زَاغَتِ ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَبَلَغَتِ ٱلۡقُلُوبُ ٱلۡحَنَاجِرَ﴾ [الأحزاب:10]، والمنافقون قالوا: ﴿مَّا وَعَدَنَا
ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ إِلَّا غُرُورٗا﴾
[الأحزاب: 12]، فلما اشتد الأمر فرَّج الله على المسلمين، فأرسل ريحًا باردة شديدة
فحصبتهم وكفأت قُدُورهم، وقلعت خيامهم، وأصابهم الرعب، ﴿فَأَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ رِيحٗا وَجُنُودٗا لَّمۡ
تَرَوۡهَاۚ﴾ [الأحزاب: 9] وهم الملائكة،
فرُهِبَ الأعداء وولوا ﴿وَكَفَى
ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلۡقِتَالَۚ وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزٗا﴾ [الأحزاب: 25] فإذا اشتد الأمر جاء الفرج من الله
سبحانه وتعالى.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد