بَابُ وَقْتِ صَلاةِ الْمَغْرِبِ
****
عَنْ سَلَمَةَ
بْنِ الأَكْوَعِ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي
الْمَغْرِبَ إذَا غَرَبَتْ الشَّمْسُ وَتَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ([1]). رَوَاهُ
الْجَمَاعَةُ إلا النَّسَائِيّ.
****
تقدم أن وقت صلاة المغرب يبدأ بغروب الشمس، وجاءت
أحاديث أنه يمتد إلى مغيب الشفق الأحمر، فأوله غروب الشمس وآخره مغيب الشفق الأحمر
حين يدخل وقت العشاء، وهذا قول الجمهور، وذهب جماعة منهم الإمام الشافعي رحمه الله
إلى أن المغرب لها وقت واحد كما سبق، وهو عند غروب الشمس ولا تُؤخَّر؛ لأنه صلى
الله عليه وسلم في اليومين صلاها في وقت واحد، ولكن الراجح: أن وقتها يمتد
إلى مغيب الشفق الأحمر كما سيأتي أن النبي صلى الله عليه وسلم حدده بذلك في
المدينة فيكون ناسخًا لما كان في مكة قبل الهجرة في صلاة المغرب.
قوله: «وَتَوَارَتْ بِالْحِجَابِ» هو الأفق وليس كل حجاب يحجبها يكون مُغيِّبًا لها، كما لو توارت خلف جبل، أو خلف مبنى، أو خلف تل من التلول، بل المُراد: توارت بالأفق كما ذكر الله عز وجل في قصة سليمان عليه السلام أنه انشغل بعرض الخيل عن صلاة العصر وقال: ﴿إِنِّيٓ أَحۡبَبۡتُ حُبَّ ٱلۡخَيۡرِ عَن ذِكۡرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتۡ بِٱلۡحِجَابِ﴾ [ص: 32] أي: غابت الشمس في الأفق، وهو الوقت الذي يفطر فيه الصائم، قال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا وَغَرَبَتْ الشَّمْسُ فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ» ([2]).
([1]) أخرجه: أحمد (27/ 82)، والبخاري (561)، ومسلم (636)، وأبو داود (417)، والترمذي (164)، وابن ماجه (688).
الصفحة 1 / 580
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد