بَابُ غَسْلِ الْمُسْتَرْسِلِ مِنْ اللِّحْيَةِ
****
عَنْ عَمْرِو بْنِ
عَبَسَةَ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله حَدِّثْنِي عَنْ الْوُضُوءِ قَالَ: «مَا
مِنْكُمْ مِنْ رَجُلٍ يُقَرِّبُ وَضُوءَهُ فَيَتَمَضْمَضُ وَيَسْتَنْشِقُ
فَيَنْتَثِرُ إلا خَرَّتْ خَطَايَا فِيهِ وَخَيَاشِيمِهِ مَعَ الْمَاءِ، ثُمَّ
إذَا غَسَلَ وَجْهَهُ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ إلا خَرَّتْ خَطَايَا وَجْهِهِ مِنْ
أَطْرَافِ لِحْيَتِهِ مَعَ الْمَاءِ، ثُمَّ يَغْسِلُ يَدَيْهِ إلَى
الْمِرْفَقَيْنِ إلا خَرَّتْ خَطَايَا يَدَيْهِ مِنْ أَنَامِلِهِ مَعَ الْمَاءِ،
ثُمَّ يَمْسَحُ بِرَأْسِهِ إلا خَرَّتْ خَطَايَا رَأْسِهِ مِنْ أَطْرَافِ شَعْرِهِ
مَعَ الْمَاءِ، ثُمَّ يَغْسِلُ قَدَمَيْهِ إلَى الْكَعْبَيْنِ إلا خَرَّتْ
خَطَايَا رِجْلَيْهِ مِنْ أَنَامِلِهِ مَعَ الْمَاءِ» ([1]). أَخَرَجَهُ
مُسْلِمٌ وَرَوَاهُ أَحْمَدُ وَقَالَ فِيهِ: «ثُمَّ يَمْسَحُ رَأْسَهُ كَمَا
أَمَرَ اللَّهُ، ثُمَّ يَغْسِلُ قَدَمَيْهِ إلَى الْكَعْبَيْنِ كَمَا أَمَرَهُ
اللَّهُ».
****
هذا هو الشاهد من الحديث للباب:
أنه يدل على أن غسل الوجه يشمل اللحية، وأنه لا بد أن يصل الماء إلى اللحية
يَمُرُّ عليها، ويتقاطر منها.
والحديث فيه: فضل الوضوء، وأن الله عز وجل يغسل بها خطايا الأعضاء المغسولة والممسوحة، والحكمة في تخصيص هذه الأعضاء للغسل: أنها أعضاء تكتسب الخطايا والسيئات، فالوجه فيه الكلام، والنطق، والعينان فيهما النظر، وكذلك اليدين فيهما الأخذ والعطاء، والبطش والاجتراح، فهما يكتسبان خطايا، وكذلك الرأس فيه الأذنان
الصفحة 1 / 580
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد