فَهَذَا
يَدُلُّ عَلَى أَنَّ غَسْلَ الْوَجْهِ الْمَأْمُورَ بِهِ يَشْتَمِلُ عَلَى وُصُولِ
الْمَاءِ إلَى أَطْرَافِ اللِّحْيَةِ .
وَفِيهِ دَلِيلٌ
عَلَى أَنَّ دَاخِلَ الْفَمِ وَالأَنْفِ لَيْسَ مِنْ الْوَجْهِ حَيْثُ بَيَّنَ
أَنَّ غَسْلَ الْوَجْهِ الْمَأْمُورَ بِهِ غَيْرُهُمَا وَيَدُلُّ عَلَى مَسْحِ
كُلِّ الرَّأْسِ حَيْثُ بَيَّنَ أَنَّ الْمَسْحَ الْمَأْمُورَ بِهِ يَشْتَمِلُ
عَلَى وُصُولِ الْمَاءِ إلَى أَطْرَافِ الشَّعْرِ.
****
السمع، يستمع الإنسان إلى ما لا يحل ولا يجوز،
وكذلك الرِّجْلان تمشيان إلى ما لا يجوز، فالله عز وجل شرع الوضوء لتطهير هذه
الجوارح وهذه الأعضاء.
فهذا
فيه: بيان الحكمة من غسل هذه الأعضاء، وفيه فضل الوضوء وأن
الله عز وجل يغسل به خطايا العبد.
والوضوء
عبادة لله سبحانه وتعالى فلا بد أن تستحضر فضله وثوابه لأجل أن تحصل على هذه
الميزات الربانية، وكل العبادات ولله الحمد خير، وكلها بركة، وكلها رحمة، والوضوء
من أعظمها، فينبغي للمسلم أن يتقنه، وأن يتعلمه، ويتفقه فيه، ويحتسب الأجر والثواب
الوارد فيه.
قال
المُصَنِّف رحمه الله: «فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ غَسْلَ الْوَجْهِ الْمَأْمُورَ بِهِ
يَشْتَمِلُ عَلَى وُصُولِ الْمَاءِ إلَى أَطْرَافِ اللِّحْيَةِ» هذا هو ما دل
عليه هذا الحديث للباب، حيث دل على أن الماء لا بد أن يصل إلى أطراف اللحية، فدل
على أن اللحية من الوجه.
«وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ
دَاخِلَ الْفَمِ وَالأَنْفِ لَيْسَ مِنْ الْوَجْهِ» أي: أنهما
يكونان عضوان مستقلين، فالله أعلم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد