بَابُ جَوَازِ الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْمَغْرِب
****
عَنْ أَنَسٍ
قَالَ: كَانَ الْمُؤَذِّنُ إذَا أَذَّنَ قَامَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِي صلى
الله عليه وسلم يَبْتَدِرُونَ السَّوَارِيَ حَتَّى يَخْرُجَ النَّبِي صلى الله
عليه وسلم وَهُمْ كَذَلِكَ يُصَلُّونَ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْمَغْرِبِ، وَلَمْ
يَكُنْ بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ شَيْءٌ ([1]). وَفِي رواية:
إلا قَلِيلٌ. رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ،
****
تأخير
صلاة المغرب لمسألتين، المسألة الأولي: تأخير
صلاة المغرب لأجل العَشَاء إذا حضر، والمسألة الثانية: تأخيرها لأجل أن
يُصلِّي ركعتين بعد الآذان، وهذا من النفل المُطلَق، وليس من الرواتب، وذلك سُنة
أن يصلي ركعتين إذا غربت الشمس قبل صلاة المغرب.
«يَبْتَدِرُونَ السَّوَارِيَ»
أي: من أجل السترة، أي: يستترون بها في صلاة الركعتين، وهذا يدل: على أنهم
يُبادرون بالنافلة لحين تقام صلاة المغرب.
«حَتَّى يَخْرُجَ النَّبِي صلى الله
عليه وسلم » أي: من بيته، فقد كان صلى الله عليه وسلم يخرج
من بيته ليُصلِّي بالناس.
وكونهم يبتدرون الصَّلاة قبل خروجه صلى الله عليه وسلم دل هذا: على استحباب الركعتين قبل صلاة المغرب، وقبل أن يحضر الإمام، أما إذا حضر الإمام فإنه لا يجوز الدخول في نافلة، بل يدخل في الفريضة مع الإمام، ويدل الحديث أيضًا: على أنه ليس هناك وقتٌ طويلٌ بين آذان المغرب وإقامة الصَّلاة، ومع هذا كانوا يحرصون علي صلاة الركعتين مما يدل على آكديتهما.
الصفحة 1 / 580
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد