بَابُ اسْتِحْبَابِ تَخْمِيرِ الأوَانِي
****
عَنْ جَابِرِ بْنِ
عَبْدِ الله فِي حَدِيثٍ لَهُ، أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَوْكِ
سِقَاءَكَ وَاذْكُرْ اسْمَ الله، وَخَمِّرْ إنَاءَكَ وَاذْكُرْ اسْمَ الله، وَلَوْ
أَنْ تَعْرِضَ عَلَيْهِ عُودًا» ([1]). مُتَّفَقٌ
عَلَيْهِ.
****
وذلك
لقوله صلى الله عليه وسلم: «أَوْكِ
سِقَاءَكَ» والسقاء: هو الجلد الذي يتخذ لحفظ الماء؛ فلا يترك مفتوح الفم بل
يوكئ لئلا يدخله شيء من المؤثرات الضارة، وهذا فيه وقاية من الأمراض، وكذلك الإناء
يخمر ولا يترك مكشوفًا حتى ولو عرض عليه عود فإن أمكن أن يخمر كله فهذا أولى وإن
لم يمكن أن يخمر كله فعلى الأقل يعرض عليه عود.
قالوا:
والحكمة والله أعلم أنه لو جاءت حشرة فإنها تمشى على العود من جانب وتخرج من
الجانب الثاني ولا تقع في الماء أما إذا لم يكن عليه تخمير ولا عليه عود فإن
الحشرات تتساقط فيه وتضر من يستعمله بعد ذلك ودين الإسلام جاء بالنظافة من ناحية
وبالمحافظة على الصحة من الناحية الأخرى وفيه استعمال الوقاية مما يضر.
وفي الحديث أيضًا: أنه يسمي الله عندما يخمر الإناء أو يوكئ السقاء «وَاذْكُرْ اسْمَ الله»؛ لأن اسم الله يطرد الشيطان فلا يتلاعب في هذا الإناء أو يحل هذا الوكاء أو يزيل هذا التخمير الذي على الإناء لأن ذكر الله سبحانه وتعالى يطرد الشيطان وهذا فيه استعمال الموانع المعنوية وهي الذكر، مع الموانع الحسية وهي التخمير للأواني.
الصفحة 1 / 580
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد