بَابُ الْمَضْمَضَةِ وَالاسْتِنْشَاقِ
****
عَنْ عُثْمَانَ
بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه: أَنَّهُ دَعَا بِإِنَاءٍ فَأَفْرَغَ عَلَى كَفَّيْهِ
ثَلاثَ مَرَّاتٍ فَغَسَلَهُمَا، ثُمَّ أَدْخَلَ يَمِينَهُ فِي الإِنَاءِ
فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا وَيَدَيْهِ إلَى
الْمِرْفَقَيْنِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ ثُمَّ غَسَلَ
رِجْلَيْهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ إلَى الْكَعْبَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْت رَسُولَ
الله صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا ثُمَّ قَالَ: «مَنْ
تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لا يُحَدِّثُ فِيهِمَا
نَفْسَهُ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» ([1]). مُتَّفَقٌ
عَلَيْهِ .
****
المضمضة معناها: إدارة الماء في داخل
الفم ثم مَجّه، والاستنشاق هو: جذب الماء إلى داخل الأنف ثم نثره، وهما مشروعان في
الوضوء، قيل وجوبًا؛ لأنهما داخلان في غسل الوجه والله سبحانه وتعالى قال: ﴿فَٱغۡسِلُواْ
وُجُوهَكُمۡ﴾ [المائدة: 6]؛ ولأن
النَّبِي صلى الله عليه وسلم تمضمض واستنشق في وضوئه، وأمر بالمضمضة والاستنشاق
كما سيأتي في الأحاديث فدل على الوجوب وأن من لم يتمضمض ولم يستنشق فإنه لم يتم
وضوئه، وقيل إنهما مستحبان وليس بواجبان؛ لأن الله أمر بغسل الوجه، والمضمضة
والاستنشاق لا يَدخلان في غسل الوجه، والصحيح الأول.
هذا أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه أراد أن يُبَيِّنَ صفة وضوء النَّبِي صلى الله عليه وسلم بالفعل فدعا بوضوء أي: دعا بماء الوضوء في إناء ثم توضأ منه،
الصفحة 1 / 580
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد