×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الأول

بَابُ الاسْتِتَارِ عَنْ الأَعْيُنِ لَلْمُغْتَسِلِ

وَجَوَازِ تَجَرُّدِهِ فِي الْخَلْوَةِ

****

عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ أَنَّ رَسُولَ الله رَأَى رَجُلا يَغْتَسِلُ بِالْبَرَازِ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّه وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «إنَّ اللَّه عز وجل حَيِيٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ، فَإِذَا اغْتَسَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ» ([1]). رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيُّ .

****

  من الآداب الواجبة في الاغتسال: أن المغتسل يستتر عن الأعين، ولا يتجرد أمام الناس، إنما يكون في مكان مستور إما في غرفة، وإما من وراء شجرة، أو يضع ساترًا من ثوب أو نحوه يستتر به، ولا يتجرد من ثيابه إلا إذا كان متستترًا.

«بِالْبَرَازِ» أي: ما كان بارزًا للناس من الفضاء، والنَّبِي صلى الله عليه وسلم رأي رجلاً يغتسل بارزًا للناس متجردًا، فصعد المنبر صلى الله عليه وسلم ليُنّبه على هذا الخطأ، فهذا فيه تعليم الجاهل وغيره، والمبادرة بذلك، وأن الذي يُنبه الناس أو يلقي درسًا أو خطبة يكون على مكان عالٍ كالمنبر؛ أو الكرسي؛ لأن هذا يكون أبلغ في التعليم، وأبلغ في الإنكار، وقد أمر صلى الله عليه وسلم بالاستتار عند الاغتسال فدل على وجوبه، ثم أخبر صلى الله عليه وسلم أن الله حَيِيٌّ أي: يستحي الله عز وجل ويوصف بالحياء؛ لأن الحياء صفة كمال، لكنه حياء ليس كحياء البشر، بل حياء يليق بجلاله سبحانه وتعالى، «سِتِّيرٌ» أي عظيم الستر، وهذا من أسمائه عز وجل أنه سِتِّيرٌ أي: يستر على عباده،


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود (4012)، والنسائي (406).