وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال: «بَيْنَا
أَيُّوبُ عليه السلام يَغْتَسِلُ عُرْيَانًا فَخَرَّ عَلَيْهِ جَرَادٌ مِنْ ذَهَبٍ
فَجَعَلَ أَيُّوبُ يَحْثِي فِي ثَوْبِهِ، فَنَادَاهُ رَبُّهُ تَبَارَكَ
وَتَعَالَى: يَا أَيُّوبُ أَلَمْ أَكُنْ أَغْنَيْتُكَ عَمَّا تَرَى؟ قَالَ: بَلَى
وَعِزَّتُكَ وَلَكِنْ لا غِنَى بِي عَنْ بَرَكَتِكَ» ([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ
وَالْبُخَارِيُّ وَالنَّسَائِيُّ .
****
فهؤلاء الذين يكشفون عوراتهم ولا يَسْتُرُون إلا
الفرجين، في المسابح وفي الملاعب، أو في أي مكان هؤلاء لا يستحيون، والله يكره ذلك
لهم، والرَّسُول صلى الله عليه وسلم ينكر ذلك عليهم، وعليهم أن يتقوا الله عز وجل،
ولا يأخذهم التقليد للكفار بكشف العورات؛ لأن الكفار لا يستترون ولا يسترون
عوراتهم فيقلدهم ويتشبه بهم بعض المسلمين؛ لأن ما فعله الكفار في نظر كثير من
الناس هو الرُّقِيّ والكمال فيتشبهون بهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ»
([2])،
فديننا دين الستر والحياء، فإذا كان هذا للرجال فكيف للنساء، فالنساء أَوْلَى ويجب
عليهن التستر والحجاب، ولا يقلدن الكافرات نساء الغرب، أو يقلدن السافرات اللاتي
يهتكن الحجاب من المسلمات؛ لأن هذا خلل عظيم في الحياء وفي المروءة، وفي أخلاق
الإسلام، فلا تبرز المرأة في اللقاءات والحفلات، والمؤتمرات، وفى وسائل الإعلام،
سافرة متجمِّلة، تجلس إلى جوار الرجل وتصافحه، وتضحك معه من غير خوف، ولا حياء،
وتظهر بهذا المظهر المُغْرِى أمام وسائل الإعلام المرئية والمقروءة وتشارك في الكلام
والمناقشة.
أيوب عليه السلام نبي من أنبياء الله، ابتلاه الله بالمرض في جسمه، واشتد به المرض فهرم جسمه، وطال عليه المرض،
([1])أخرجه: أحمد (13/496)، والبخاري (279)، والنسائي (409).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد