ونفر
منه الناس وابتعدوا عنه مع أنه نبي عليه الصلاة والسلام ولكن الله ابتلاه ليصبر،
فصبر عليه الصلاة والسلام ولهذا مدحه الله بقوله: ﴿إِنَّا وَجَدۡنَٰهُ صَابِرٗاۚ﴾
[ص: 44] ثم لما مسه الضر دعي ربه: ﴿أَنِّي مَسَّنِيَ ٱلضُّرُّ وَأَنتَ أَرۡحَمُ ٱلرَّٰحِمِينَ﴾ [الأنبياء: 83] فاستجاب الله له، وكشف ما به من الضر،
وفي الآية الأخرى: ﴿وَٱذۡكُرۡ
عَبۡدَنَآ أَيُّوبَ إِذۡ نَادَىٰ رَبَّهُۥٓ أَنِّي مَسَّنِيَ ٱلشَّيۡطَٰنُ
بِنُصۡبٖ وَعَذَابٍ﴾ [ص: 41]
فأجابه الله سبحانه وتعالى: ﴿ٱرۡكُضۡ بِرِجۡلِكَۖ﴾
[ص: 42] أي: احفر برِجلك، أو اضرب برجلك الأرض، فلما ركض وضرب الأرض برِجله نبعت
العين، قال عز وجل: ﴿ٱرۡكُضۡ
بِرِجۡلِكَۖ هَٰذَا مُغۡتَسَلُۢ بَارِدٞ وَشَرَابٞ﴾
[ص: 42] فقام واغتسل بهذا الماء، فأذهب الله ما به من المرض والعاهة، وأصبح كأكمل
ما يكون، والشاهد من هذا: أنه تجرَّد عليه الصلاة والسلام للاغتسال فدل: على جواز
تجرُّد الرجل، ولكن هذا إذا كان من وراء ساتر كما سبق.
والله عز وجل قد امتحن أيوب عليه السلام بأن أرسل عليه جرادًا من ذهب، فطمع عليه الصلاة والسلام في هذا الذهب، فجعل يجمع هذا الذهب، فناداه الله عز وجل وقال: «يَا أَيُّوبُ أَلَمْ أَكُنْ أَغْنَيْتُكَ عَمَّا تَرَى؟ قَالَ: بَلَى وَعِزَّتُكَ وَلَكِنْ لا غِنَى بِي عَنْ بَرَكَتِكَ» لأن هذا من فضل الله، فأراد الزيادة من فضل الله عز وجل الذي لا مِنَّة فيه لأحد، وإنما هو فضل من الله، وبركة من الله عز وجل، فهو عليه الصلاة والسلام يتبرَّك بهذا الجراد، وإلا فهو غَنِيّ عنه، ولكن أخَذَه للبركة؛ لأنه نازل من عند الله عز وجل، والشاهد منه: أنه تجرد للاغتسال فدل هذا: على أنه يجوز للمسلم أن يتجرد إذا كان في مكان مستور.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد