بَابُ النَّهْيِ عَنْ الاسْتِجْمَارِ بِدُونِ
الثَّلاثَةِ الأَحْجَارِ
****
عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: قِيلَ لِسَلْمَانَ: عَلَّمَكُمْ نَبِيُّكُمْ
كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى الْخِرَاءَةَ، فَقَالَ سَلْمَانُ: أَجَلْ نَهَانَا أَنْ
نَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ بِغَائِطٍ أَوْ بَوْلٍ، أَوْ أَنْ نَسْتَنْجِيَ
بِالْيَمِينِ أَوْ أَنْ يَسْتَنْجِيَ أَحَدُنَا بِأَقَلَّ مِنْ ثَلاثَةِ أَحْجَارٍ،
أَوْ أَنْ يَسْتَنْجِيَ بِرَجِيعٍ أَوْ بِعَظْمٍ ([1]). رَوَاهُ
مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيُّ.
وَعَنْ جَابِرٍ
أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إذَا اسْتَجْمَرَ أَحَدُكُمْ
فَلْيَسْتَجْمِرْ ثَلاثًا» ([2]). رَوَاهُ أَحْمَدُ
.
****
قال رجل من اليهود لسلمان الفارسي رضي الله عنه:
«عَلَّمَكُمْ نَبِيُّكُمْ كُلَّ شَيْءٍ
حَتَّى الْخِرَاءَةَ» أي: آداب قضاء الحاجة، «فَقَالَ سَلْمَانُ: أَجَل» أي: نعم؛ علمنا رسول صلى الله عليه وسلم
آداب قضاء الحاجة، «نَهَانَا أَنْ
نَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ بِغَائِطٍ أَوْ بَوْلٍ، أَوْ أَنْ نَسْتَنْجِيَ
بِالْيَمِينِ، أَوْ أَنْ يَسْتَنْجِيَ أَحَدُنَا بِأَقَلَّ مِنْ ثَلاثَةِ
أَحْجَارٍ» وهذا من الآداب التي علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه،
وكذلك نهى صلى الله عليه وسلم حال قضاء الحاجة عن استقبال القبلة كما سبق ببول، أو
غائط، احتراما للكعبة.
فلا يكفي مرة واحدة ولا مرتين بل ثلاث مرات، فهذه تعاليم الرَّسُول صلى الله عليه وسلم لأمته، وهذا يدل على أنه لم يَدَعْ شيئا صلى الله عليه وسلم إلا وبينه حتى آداب قضاء الحاجة، فهذا من كمال هذه الشريعة؛
([1])أخرجه: مسلم (262)، وأبو داود (7)، والترمذي (16).
الصفحة 1 / 580
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد