×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الأول

بَابُ الْجُنُبِ يَتَيَمَّمُ لَخَوْفِ الْبَرْدِ

****

عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ لَمَّا بُعِثَ فِي غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلاسِلِ قَالَ: احْتَلَمْتُ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ شَدِيدَةٍ الْبَرْدِ، فَأَشْفَقْتُ إنَّ اغْتَسَلْتُ أَنْ أَهْلِكَ فَتَيَمَّمْتُ ثُمَّ صَلَّيْتُ بِأَصْحَابِي صَلاةَ الصُّبْحِ، فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم ذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: «يَا عَمْرُو صَلَّيْتَ بِأَصْحَابِكَ وَأَنْتَ جُنُبٌ»، فَقُلْتُ: ذَكَرْتُ قَوْلَ الله تَعَالَى: ﴿وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَنفُسَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُمۡ رَحِيمٗا [النساء: 29] فَتَيَمَّمْتُ ثُمَّ صَلَّيْتُ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا ([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد وَالدَّارَقُطْنِيّ .

****

 من مُبِيحات التيمم: العجز عن استعمال الماء لشدة البرد، فإذا خاف من شدة البرد وكان عنده ماء لكن الماء بارد والجو بارد وليس عنده ما يُسَخِّن به الماء فإنه يَتَيَمّم -والحمد لله- بدليل هذا الحديث.

 «ذَاتِ السَّلاسِلِ» اسم موضع يقع شمال وادِي القُرَى.

وفى الحديث: أن الإنسان لا يتسبب في قتل نفسه ما أمكنه ذلك، فقد استدل عمرو رضي الله عنه بقوله تعالي:، «فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا» فهذا إقرار من رسول الله صلى الله عليه وسلم لفِعْل عمرو بن العاص رضي الله عنه.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (29/346)، وأبو داود (334)، والدارقطني (681).