بَابُ تَسَوُّكِ الْمُتَوَضِّئِ بِأُصْبُعِهِ عِنْدَ
الْمَضْمَضَةِ
****
عَنْ عَلِيِّ بْنِ
أَبِي طَالِبٍ، أَنَّهُ دَعَا بِكُوزٍ مِنْ مَاءٍ فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَكَفَّيْهِ
ثَلاثًا وَتَمَضْمَضَ ثَلاثًا، فَأَدْخَلَ بَعْضَ أَصَابِعِهِ فِي فِيهِ،
وَاسْتَنْشَقَ ثَلاثًا، وَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ ثَلاثًا، وَمَسَحَ رَأْسَهُ
وَاحِدَةً، وَذَكَرَ بَاقِيَ الْحَدِيثِ وَقَالَ: هَكَذَا كَانَ وُضُوءُ نَبِيِّ
الله صلى الله عليه وسلم ([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ .
****
الصحابة رضي الله عنهم كانوا يَرْوون سنة الرسول صلى الله عليه وسلم سواء
أكانت قوليةً، أو فعلية، أو تقريرية، ينقلونها بأمانة للناس، ولمن يأتي بعدهم، ومن
جملة ذلك: أنهم كانوا ينقلون صفة وضوء الرسول صلى الله عليه وسلم، وكيف كان يتوضأ؛
لأجل أن نقتدي به صلى الله عليه وسلم؛ لأنه قدوتنا كما قال جل وعلا: ﴿لَّقَدۡ كَانَ
لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ
ٱلۡأٓخِرَ﴾ [الأحزاب: 21] كانوا
يتوضؤون عند الناس لِيُعلِّموهم كيفية وضوء الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا من التعليم
بالفعل؛ لأن التعليم بالفعل أبلغ من التعليم بالقول، وهذا الحديث يدل على صفة وضوء
الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن سيأتي -إن شاء الله- لذلك في باب الوضوء مزيد
بيان لهذا، ولكن المقصود منه الآن مسح الأسنان بالإصبع مع المضمضة وهو نوع من
الاستياك.
***
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد