بَابٌ فِي أَنَّ الآْدَمِيَّ الْمُسْلِمَ لاَ يَنْجُسُ
بِالْمَوْتِ
وَلاَ
شَعَرُهُ وَأَجْزَاؤُهُ بِالاِنْفِصَالِ
****
قَدْ أَسْلَفْنَا
قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم: «الْمُسْلِمُ لاَ يَنْجُسُ» ([1])،
****
تقدم في الحديث وفي الأبواب السابقة أن بعض
الصحابة رضي الله عنهم أصابته جنابة فانخنس عن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، أي:
تأخر عن مرافقته، فسأله النَّبِي صلى الله عليه وسلم لماذا فعلت فبين أن عليه
جنابة فكره أن يصاحب الرَّسُول صلى الله عليه وسلم وهو جنب يزعم أنه نجس بالجنابة،
وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: «إِنَّ
الْمُؤْمِنَ لاَ يَنْجُسُ» فالإنسان طاهر سواء كان مؤمنًا أو كافرًا، أما قوله
تعالى: ﴿إِنَّمَا
ٱلۡمُشۡرِكُونَ نَجَسٞ﴾
[التوبة: 28]، فالمراد: نجاسة الشرك، وهي نجاسة معنوية، فهو نجس في دينه
وعقيدته لا في بدنه؛ ولذلك الرَّسُول صلى الله عليه وسلم كان يأكل من طعامهم ويلبس
من لبسهم، والصحابة يستعملون ما صنعوه أو نسجوه ولا يغسلون ذلك، مما يدل على أن
بدن الإنسان طاهر، ولو كان عليه جنابة فالجنابة حدث يقوم بالجسم؛ لكن ليس معناه أنه
ينجس، وإنما الحدث يمنع صحة الصلاة والطواف ونحوهما.
وقوله:
«وَلاَ شَعَرُهُ وَأَجْزَاؤُهُ بِالاِنْفِصَالِ»
فإذا كان بدنه في الجملة طاهرًا فكذلك أجزاء بدنه من شعره وريقه وعرقه كله طاهر.
وقوله: «الْمُسْلِمُ لاَ يَنْجُسُ» إجابة لمن تأخر عن المشي معه صلى الله عليه وسلم بحجة أنه جنب، قال له: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ لاَ يَنْجُسُ».
الصفحة 1 / 580
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد