بَابُ الْمُبَالَغَةِ فِي الاسْتِنْشَاقِ
****
عَنْ لَقِيطِ بْنِ
صُبْرَةَ قَالَ: قُلْت: يَا رَسُولَ الله أَخْبِرْنِي عَنْ الْوُضُوءِ، قَالَ: «أَسْبِغْ
الْوُضُوءَ، وَخَلِّلْ بَيْنَ الأَصَابِعِ، وَبَالِغْ فِي الاسْتِنْشَاقِ إلا أَنْ
تَكُونَ صَائِمًا» ([1]). رَوَاهُ
الْخَمْسَةُ وَصَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ .
****
سبق أن المضمضة والاستنشاق لابد منهما، وأما
محلهما فالأرجح أنه قبل غسل الوجه، ويجوز بعد الوجه.
وما
سيأتي فيه: المبالغة في المضمضة والاستنشاق بمعنى أنه يهتم بذلك غاية الاهتمام؛
لأجل أن يصل الماء إلى أقصى فمه، وأقصى أنفه، ولا يكفي أن يضع الماء في أدناهما ثم
يخرجه.
لَقِيطِ بْنِ صُبْرَةَ رضي الله عنه سأل النَّبِي صلى الله عليه وسلم أن يخبره عن الوضوء، فقال له صلى الله عليه وسلم: «أَسْبِغْ الْوُضُوءَ»، ومعنى إسباغ الوضوء أي: إتمامه على الأعضاء بحيث لا يبقى شيء من العضو لم يصل إليه الماء. هذا هو معنى إسباغ الوضوء، ومنه الدرع السابغ أي: الضافي على المقاتل السابغ، وقول الله لنبيه داود: ﴿أَنِ ٱعۡمَلۡ سَٰبِغَٰتٖ﴾ [سبأ: 11] أي: دروعًا من الحديد،﴿سَٰبِغَٰتٖ﴾ أي: ضافيات على المجاهدين تَقِيْهم من السلاح، فالإسباغ معناه: إضفاء الوضوء على الأعضاء بحيث لا يبقى منها شيء ولو قل إلا وقد أتى عليه الماء، فإن بقي شيء لم يصل إليه الماء لم يصح وضوءه؛
الصفحة 1 / 580
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد