بَابُ طَهَارَةِ الْمَاءِ الْمُتَوَضَّأِ بِهِ
****
عَنْ جَابِرِ بْنِ
عَبْدِ الله قَالَ: جَاءَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَعُودنِي وَأَنَا
مَرِيضٌ لا أَعْقِلُ فَتَوَضَّأَ وَصَبَّ وَضُوءَهُ عَلَيَّ ([1]). مُتَّفَقٌ
عَلَيْهِ.
وَفِي حَدِيثِ
صُلْحِ الْحُدَيْبِيَةِ، مِنْ رِوَايَةِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، وَمَرْوَانَ
بْنِ الْحَكَمِ: مَا تَنَخَّمَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم نُخَامَةً إلا
وَقَعَتْ فِي كَفّ رَجُلٍ، فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ، وَإِذَا تَوَضَّأَ
كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ ([2]). وَهُوَ بِكَمَالِهِ
لأَحْمَدَ وَالْبُخَارِيِّ.
****
هذان الحديثان فيهما دلالة على طهارة الماء
المستعمل في الوضوء، كما ترجم له المُصَنِّف، وأن التوضؤ بالماء لا يسلبه الطهارة،
فهذا الرَّسُول صلى الله عليه وسلم توضأ وصب على جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
من وضوئه؛ لأجل الشفاء بآثار الرَّسُول صلى الله عليه وسلم مع أنَّ الرَّسُول صلى
الله عليه وسلم استعمله وتوضأ به فدل على أن الماء المتوضأ به لا ينجس، وأنه لو
أصاب ثوبك أو أصاب بدنك فهو طاهر.
وأمَّا في صلح الحديبية، وهي اسم لمكان قريب من مكة على حدود الحرم من جهة الغرب، وقصة الحديبية معروفة، وهي أن النَّبِي صلى الله عليه وسلم خرج من المدينة قاصدًا مكة للعمرة، هو وأصحابه؛ ولكن الله أراد شيئًا آخر، فلمَّا نزل صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه رضي الله عنهم في الحديبية قريبًا من مكة، علم المشركون بقدومهم، فمنعوهم من دخول مكة؛ لأنَّهم كانوا يسيطرون على شؤون مكة في ذلك الوقت وحاول معهم صلى الله عليه وسلم فأبوا، وكانت المراسيل تتردد بين الرَّسُول صلى الله عليه وسلم
([1]) أخرجه: أحمد (15/384)، والبخاري (194)، ومسلم (1616).
الصفحة 1 / 580
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد