بَابُ تَسْمِيَتِهَا بِالْعِشَاءِ عَلَى الْعَتَمَةِ
****
عَنْ مَالِكٍ عَنْ
سَمِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله
عليه وسلم قال: «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّلِ
ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إلا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاسْتَهَمُوا عَلَيْهِ،
وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لاسْتَبَقُوا إلَيْهِ، وَلَوْ
يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا» ([1]). مُتَّفَقٌ
عَلَيْهِ،
****
نَهَى
الرَّسُول صلى الله عليه وسلم عن تسمية العِشاء بالعتمة؛ لأن الأعراب كانوا
يُسمونها بهذا الاسم، ونحن قد نُهِينا عن التشبُّه بالأعراب، والنهْيُ عن تسمية
العِشاء بالعتمة إنما هو من باب الكراهية لا من باب التحريم، والله عز وجل قد
سماها العشاء في القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿وَمِنۢ بَعۡدِ صَلَوٰةِ ٱلۡعِشَآءِۚ﴾ [النور: 58].
هذا
الحديث فيه جملة فوائد:
الأولى: «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ» أي: الآذان، أي: من الفضل، «وَالصَّفِّ الأَوَّلِ» أي: وما في الصف الأول من صفوف الصَّلاة، «ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إلا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاسْتَهَمُوا عَلَيْهِ» أي: لتزاحموا إليه ثم تزاحموا على ذلك الفضل، كلٌ يريده، واستهموا أي: اقترعوا، وهذا يدل: على فضل هاتين المسألتين: النداء، والصف الأول.
الصفحة 1 / 580
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد