بَابُ كَفِّ الْمُتَخَلِّي عَنْ الْكَلاَمِ
****
عَنْ ابْنِ
عُمَرَ: أَنَّ رَجُلاً مَرَّ وَرَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَبُولُ فَسَلَّمَ
عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ ([1]). رَوَاهُ
الْجَمَاعَةُ إلاَّ الْبُخَارِيَّ.
وَعَنْ أَبِي
سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لاَ يَخْرُجُ
الرَّجُلاَنِ يَضْرِبَانِ الْغَائِطَ كَاشِفَيْنِ عَوْرَتَهُمَا يَتَحَدَّثَانِ
فَإِنَّ الله يَمْقُتُ عَلَى ذَلِكَ» ([2]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَهْ.
****
من آداب قضاء الحاجة أنه لا يتكلم أثناء قضاء
حاجته لأنه هذا من سوء الأدب فأثناء قضاء حاجته يسكت عن الكلام.
قوله:
«أَنَّ رَجُلاً مَرَّ وَرَسُولُ الله صلى
الله عليه وسلم يَبُولُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ» مع أن رد
السلام واجب، ولكن منع الرَّسُول صلى الله عليه وسلم من الرد أنه في حال قضاء
الحاجة فدل على أن من يقضي حاجته ببول أو غائط لا يُسلمُ عليه، وإن سَلَّم عليه
أحد فلا يرد عليه، وقد ورد أن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بعد ما فرغ توضأ ورد عليه
السلام.
والشاهد
من الحديث: أنه لم يرد عليه حال تبوله صلى الله عليه وسلم؛ ففيه
الكف عن الكلام في هذه الحالة.
قوله: «لاَ يَخْرُجُ الرَّجُلاَنِ» لا ناهية ويخرج مجزوم
([1]) أخرجه: مسلم (370)، وأبو داود (16)، والترمذي (90)، والنسائي (37)، وابن ماجه (353).
الصفحة 1 / 580
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد