×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الأول

بلا الناهية وكسر من أجل التقاء الساكنين، أو تكون لا نافية بمعنى النَّهْى، وليس المعنى أنه مقصور على الرجلين؛ بل والنساء أيضًا، فلا تخرج المرأتان فيضربان الغائط من الضرب في الأرض وهو السير فيها؛ أي: يقصدان قضاء الحاجة وسمي الخارج بالغائط؛ لأن الغائط في الأصل هو المنخفض من الأرض كني به عن الخارج من الإنسان من تسمية الخارج باسم المكان الذي يقضي به حاجته تنزهًا عن ذكر الخارج باسمه.

وقوله: «كَاشِفَيْنِ عَوْرَتَهُمَا» هذا يؤخذ منه أن من آداب قضاء الحاجة أن المسلم يستر عورته وقت قضاء الحاجة ولا يكشفها أمام غيره؛ بل يسترها إما بثوبه وإما بشيء يكون من ورائه كما يأتي هذا، والشيء الثاني من آداب قضاء الحاجة: أن لا يتحدث مع أحد وهو يقضي حاجته.

«فَإِنَّ الله يَمْقُتُ عَلَى ذَلِكَ» المقت: هو أشد البغض فيمقت على ذلك أي: يبغض أشد البغض من فعل ذلك بكشف عورته أمام الناس ومن يتحدث وهو يقضي حاجته وفيه وصف الله جل وعلا بأنه يمقت وهذا في القرآن: ﴿لَمَقۡتُ ٱللَّهِ أَكۡبَرُ مِن مَّقۡتِكُمۡ أَنفُسَكُمۡ [غافر: 10] فالمقت: هو أشد الغضب من الله سبحانه وتعالى وهذا يدل على أن هذا الفعل محرم وكبيرة من كبائر الذنوب لأن الله يمقت عليه ويبغض من فعله أشد البغض.

***


الشرح