بَابُ حُجَّةِ مَنْ لَمْ يُكَفِّرْ تَارِكَ الصَّلاة
وَلَمْ يَقْطَعْ عَلَيْهِ
بِخُلُودٍ
فِي النَّارِ وَرَجَا لَهُ مَا يُرْجَى لأَهْلِ الْكَبَائِرِ
****
عَنْ ابْنِ
مُحَيْرِيزٍ أَنَّ رَجُلاً مِنْ بَنِي كِنَانَةَ يُدْعَى الْمُخْدَجِيَّ سَمِعَ
رَجُلاً بِالشَّامِّ يُدْعَى أَبَا مُحَمَّدٍ يَقُولُ: إنَّ الْوِتْرَ وَاجِبٌ،
قَالَ الْمُخْدَجِيُّ فَرُحْتُ إلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ فَأَخْبَرْتُهُ،
فَقَالَ عُبَادَةَ: كَذَبَ أَبُو مُحَمَّدٍ سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه
وسلم يقول: «خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللَّهُ عَلَى الْعِبَادِ، مَنْ أَتَى
بِهِنَّ لَمْ يُضَيِّع مِنْهُنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ كَانَ لَهُ
عِنْدَ الله عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَمْ يَأْتِ بِهِنَّ
فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ الله عَهْدٌ، إنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ
لَهُ» ([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ، وَقَالَ فِيهِ: «وَمَنْ
جَاءَ بِهِنَّ قَدْ انْتَقَصَ مِنْهُنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ».
****
جاء في هذا الحديث عن الرَّسُول صلى الله عليه
وسلم: أن من حافظ على الصلوات الخمس صار له عند الله من
الكرامة ما له، ومن لم يحافظ عليها فليس له عهد عند الله، إن شاء عذبه، وإن شاء
غفر له، فقوله صلى الله عليه وسلم: «إنْ
شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ» هذا دليل: على أنه لم يكفر.
وهذا محل الشاهد، ولكن هذا الحديث قالوا عنه: إنه في الذي لا يحافظ على الصَّلاة أي: يتساهل فيها وقد يُخرِجها عن وقتها ولا يُصلِّي مع الجماعة وليس في الذي يتركها نهائيًا؛ لأن الذي يتركها نهائيًا يكفر،
الصفحة 1 / 580
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد