بَاب مَا جَاءَ فِي تَعْجِيلِهَا وَتَأْكِيدِهِ مَعَ
الْغَيْمِ
****
عَنْ أَنَسٍ
قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ
مُرْتَفِعَةٌ حَيَّةٌ فَيَذْهَبُ الذَّاهِبُ إلَى الْعَوَالِي فَيَأْتِيهِمْ
وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ ([1]). رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ
إلا التِّرْمِذِيَّ وَلِلْبُخَارِيِّ:
وَبَعْضُ الْعَوَالِي مِنْ الْمَدِينَةِ عَلَى أَرْبَعَةِ أَمْيَالٍ أَوْ نَحْوِهِ،
****
يعني: صلاة
العصر فوقتها ممتدٌ إلى اصفرار الشمس، لكن تعجيلها مطلوبٌ إذا وجد غيم علي الشمس،
ولم تر فلابد أن يحتاط وتصلى العصر في أول وقتها، والحديث الذي سيأتي فيه أنه كان
يُقدِّم العصر في أول وقتها.
قوله:
«وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ حَيَّةٌ»
أي: في السماء؛ لأنه بَكَّر بها في أول وقتها، و«الْعَوَالِي» قُرَى بعضها قريب من المدينة، وبعضها بعيد عنها، وقوله:
«فَيَذْهَبُ الذَّاهِبُ إلَى الْعَوَالِي
فَيَأْتِيهِمْ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ» أي: يصل إلى العوالي مبكرًا والشمس
مرتفعة، وقد صَلَّي مع النَّبِي صلى الله عليه وسلم في المدينة، وهذا دليل على أن
الرَّسُول صلى الله عليه وسلم بَكَّر بصلاة العصر في أول وقتها.
«وَلِلْبُخَارِيِّ: وَبَعْضُ الْعَوَالِي مِنْ الْمَدِينَةِ عَلَى أَرْبَعَةِ أَمْيَالٍ أَوْ نَحْوِهِ» أربعة أميال أي: أكثر من فرسخ وقطع هذه المسافة يحتاج إلى وقت.
الصفحة 1 / 580
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد