وَكَذَلِكَ لأَحْمَدَ وَأَبِي دَاوُد مَعْنَى ذَلِكَ .
****
وَعَنْ أَنَسٍ
قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم الْعَصْرَ فَأَتَاهُ رَجُلٌ
مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله إنَّا نُرِيدُ أَنْ نَنْحَرَ جَزُورًا
لَنَا وَإِنَّا نُحِبُّ أَنْ تَحْضُرَهَا قَالَ: «نَعَمْ»، فَانْطَلَقَ
وَانْطَلَقْنَا مَعَهُ، فَوَجَدْنَا الْجَزُورَ لَمْ تُنْحَرْ فَنُحِرَتْ ثُمَّ
قُطِّعَتْ ثُمَّ طُبِخَ مِنْهَا ثُمَّ أَكَلْنَا قَبْلَ أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ ([1]). رَوَاهُ
مُسْلِمٌ.
وَعَنْ رَافِعِ
بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي الْعَصْرَ مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه
وسلم ثُمَّ نَنْحَرُ الْجَزُورَ فَنَقْسِمُ عَشْرَ قِسَمٍ، ثُمَّ نَطْبُخُ
فَنَأْكُلُ لَحْمَهُ نَضِيجًا قَبْلَ مَغِيبِ الشَّمْسِ ([2]). مُتَّفَقٌ
عَلَيْهِ.
****
«وَكَذَلِكَ
لأَحْمَدَ وَأَبِي دَاوُد مَعْنَى ذَلِكَ» أي: أما يفيد ويؤيد معنى رواية
البخاري أن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم يُبَكِّر بصلاة العصر في أول وقتها.
وهذا
أيضًا: دليلٌ علي أن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم بَكَّر
بصلاة العصر، وبعدما صلاَّها جاءه رجل من بني سلمة يدعوه صلى الله عليه وسلم هو
وأصحابه رضي الله عنهم؛ لأنهم سينحرون جزورًا في منازلهم وهي بعيدة عن المدينة؛
ليأكل منها النَّبِي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم.
وهذا دليلٌ أيضًا: على امتداد وقت العصر، وأنها تُصلَّى ثم تنحر الجزور وهي: الناقة، ويقسمونها عشرة أقسام، ويطبخون منها حتى تنضج، ويأكلون من لحمها، وهذا يدل: على امتداد وقت العصر، وأنها تُصلَّى في أول وقتها.
([1]) أخرجه: مسلم (624).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد