وأخبر أنه رأي النَّبِي صلى الله عليه وسلم يفعل
ذلك فهذا فيه دليل على التعليم بالفعل، وهو أبْلَغُ من القول، وفيه تفصيل كيفية
الوضوء فيبدأ بغسل كفيه ثلاثا وهذا كما سبق الكلام فيه مَنْ كان قائمًا من نوم
الليل فإنه يتأكد عليه غسلهما، قيل بالوجوب، وقيل بالاستحباب، وإن لم يكن قائمًا
من نوم الليل فإنه يُستحب له غسلهما قبل الوضوء، وهذا كما سبق.
«ثُمَّ أَدْخَلَ يَمِينَهُ فِي
الإِنَاءِ» يغترف بيده اليمنى من الإناء، فتمضمض واستنشق ثلاثا، ثم
غسل وجهه ثلاث مرات، ثم غسل يديه ثلاث مرات مع المرفقين، ثم مسح برأسه، ثم غسل
رجليه مع الكعبين ثلاث مرات وهذا كما في الآية الكريمة ﴿إِذَا قُمۡتُمۡ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ فَٱغۡسِلُواْ
وُجُوهَكُمۡ وَأَيۡدِيَكُمۡ إِلَى ٱلۡمَرَافِقِ وَٱمۡسَحُواْ بِرُءُوسِكُمۡ
وَأَرۡجُلَكُمۡ إِلَى ٱلۡكَعۡبَيۡنِۚ﴾
[المائدة: 6]؛ ففعله صلى الله عليه وسلم تفسيرًا للآية الكريمة فدل هذا على تثليث
في المضمضة والاستنشاق، وتثليث في غسل الوجه، وتثليث في غسل اليدين، وتثليث في غسل
الرجلين، وهذا هو الأكمل، ولو اقتصر على مرة مرة في كل عضو لكان ذلك مجزئًا، وكذلك
لو فعل ذلك مرتين مرتين فهذا سُنَّة أيضًا، وأما الزيادة على الثلاث فهي بدعة، والتثليث
في الوضوء فضيلة.
ودل
الحديث: على أن المرفقين والكعبين داخلان في المغسول، وأن ﴿إِلَى﴾ في قوله تعالى: ﴿إِلَى ٱلۡمَرَافِقِ﴾
وكذلك في قوله: ﴿إِلَى ٱلۡكَعۡبَيۡنِۚ﴾ بمعنى مع، أي: مع اليدين ومع الرجلين، فالغاية داخلة في
المغيا في ذلك.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد