وَعَنْ
عَلِيِّ رضي الله عنه: أَنَّهُ دَعَا بِوَضُوءٍ فَتَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ
وَنَفَرَ بِيَدِهِ الْيُسْرَى، فَفَعَلَ هَذَا ثَلاثًا ثُمَّ قَالَ: هَذَا طُهُورُ
نَبِيِّ الله صلى الله عليه وسلم ([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ.
وَفِيهِ مَعَ
الَّذِي قَبْلَهُ: دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ السُّنَّةَ أَنْ يَسْتَنْشِقَ بِالْيَمِينِ،
وَيَسْتَنْثِرَ بِالْيُسْرَى .
****
فغسل المرفقين والكعبين واجبان لفعل النَّبِي
صلى الله عليه وسلم، وهو بيان للآية الكريمة كما رواه أصحابه رضي الله عنهم ومنهم:
أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه، ثم أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، وقد رُوى
هذا عن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أنزل الله عليه القرآن لِيُبَيِّنَ للناس
ما نُزِّلَ إليهم.
ودل
الحديث: على أن مسح الرأس يكون مرة واحدة؛ لأنه لم يُذْكَرْ
ثلاثًا لقوله تعالى: ﴿وَٱمۡسَحُواْ بِرُءُوسِكُمۡ﴾
[المائدة: 6]. وسيأتي أنه مرة واحدة، وتأتي صفته، ولا يُكَرَّرُ المسح على الرأس
كما يُكَرَّرُ غسل الأعضاء؛ لأنه إذا كُرِّرَ المسح صار غُسلا والله إنما أمر
بالمسح، كما دل الحديث أيضًا على استحباب صلاة نافلة بعد الوضوء وأنها ركعتان لقوله:
«ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لا يُحَدِّثُ
فِيهِمَا نَفْسَهُ» أي: لا يُحَدِّثُ فيهما نفسه في أمور الدنيا، بل يكون
خاشعا لله سبحانه وتعالى؛ لأن حديث النفس يُشْغِلُ عن ذكر الله سبحانه وتعالى،
وإذا هجم عليه حديث النفس بغير اختياره ثم دفعه فلا يضره؛ لأنه قَلَّ من يَسْلَمُ
من ذلك، لكن لا يسترسل معه بل يدفعه ويُقْبِلُ على صلاته.
حديث أمير المؤمنين علي رضي الله عنه مثل حديث عثمان رضي الله عنه،
([1])أخرجه: أحمد (2/350)، والنسائي (91).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد