×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الأول

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال: «إذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيَجْعَلْ فِي أَنْفِهِ مَاءً ثُمَّ لِيَسْتَنْثِرْ» ([1]). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

****

 كلاهما يَصِفَانِ وضوء النَّبِي صلى الله عليه وسلم إلا أنه زاد أنه استنثر بيده اليسرى، واستنثر أي: استخرج الماء من أنفه بيده اليسرى، وهذا على القاعدة أن اليسرى تستعمل للتنظيف، واليمنى تستعمل للأشياء الطيبة، فيأخذ الماء بيمينه كما في حديث عثمان، لقوله: «أَدْخَلَ يَمِينَهُ فِي الإِنَاءِ» ويتوضأ بيمينه، وأما الاستنثار في الأنف فيكون باليد اليسرى.

وفي الحديثين: عناية الصحابة رضي الله عنهم بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم روايةً، وتبليغًا، وعملاً.

وهذا كالحديث السابق يؤكد أن الاستنشاق متأكد صفته أن يجعل في أنفه ماء. يدخل الماء إلى أنفه ويجلبه بالنَّفَس، ويُبَالغ في ذلك كما سيأتي حتى يصل إلى أقصى أنفه إلا أن يكون صائما ثم لينثره، فلا بد من الاستنثار، ولا يترك الماء في أنفه، بل ينثره، وتقدم في الحديث الذي قبل هذا أنه ينتثر بيده اليسرى، ويستخرج الماء من أنفه بيده اليسرى أيضًا.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (12/248)، والبخاري (161)، ومسلم (237).