وعند ذلك لما أدبر المشركون مُفلسين خائبين أمر
الله رسوله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ألا يضعوا أسلحتهم حتى يغزوا
بني قريظة في منازلهم وفي حصونهم، فحاصروهم حتى نزلوا علي حُكْم سعد بن معاذ رضي
الله عنه فحكم فيهم بأن تُقتل مقاتلتهم، وتسبى نساءهم وذرياتهم، وأموالهم، قال
تعالى: ﴿وَأَنزَلَ
ٱلَّذِينَ ظَٰهَرُوهُم مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ مِن صَيَاصِيهِمۡ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ
ٱلرُّعۡبَ فَرِيقٗا تَقۡتُلُونَ وَتَأۡسِرُونَ فَرِيقٗا ٢٦وَأَوۡرَثَكُمۡ أَرۡضَهُمۡ
وَدِيَٰرَهُمۡ وَأَمۡوَٰلَهُمۡ وَأَرۡضٗا لَّمۡ تَطَُٔوهَاۚ وَكَانَ ٱللَّهُ
عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٗا ٢٧﴾
[الأحزاب: 26، 27] هذه غزوة الخندق وما أعقبها، وجاء الله بالنصر والفرج للمسلمين
بعد الشِّدة وكَبَت الأعداء من اليهود والمنافقين، وأقرَّ الله أعين المسلمين
بالنصر والفرج، وذلك قول الله: ﴿وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلۡقِتَالَۚ﴾ [الأحزاب: 25]، أي: وكفى الله المؤمنين بما أنزل من
الرِّيح والملائكة، والرعب الذي حصل في قلوب المشركين حتى وَلَّوْ منهزمين، وهذا
مِن الله عز وجل.
والشاهد:
«فَدَعَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم
بِلالاً فَأَقَامَ الظُّهْرَ فَصَلاهَا فَأَحْسَنَ صَلاتهَا كَمَا كَانَ
يُصَلِّيهَا فِي وَقْتِهَا ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الْعَصْرَ فَصَلاهَا
فَأَحْسَنَ صَلاتَهَا كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا فِي وَقْتِهَا، ثُمَّ أَمَرَهُ
فَأَقَامَ الْمَغْرِبَ فَصَلاهَا كَذَلِكَ»، هذا في: أن الرَّسُول صلى الله عليه
وسلم لما فاتته صلاتان صلاة الظهر، وصلاة العصر، فصلاَّهما في وقت المغرب، قدَّم
الفوائت على الصلاة الحاضرة، ورتَّب بينها وبين الحاضرة، وهي صلاة المغرب، وهكذا
يكون قضاء الفوائت بالترتيب، ودل الحديث: على أنها تقضى على هيئتها
بالطمأنينة في كل مُتطلبات الصَّلاة، لأن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم لم
يُخفِّفها،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد